محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة طه

صفحة 580 - الجزء 2

  {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى⁣(⁣١) قَدَرٍ يَامُوسَى ٤٠} وأخبره الله تعالى أنه الذي قدر له كل ذلك وهيأ له أن ساقه إلى جبل الطور في خلال سفره عائداً من عند نبي الله شعيب لملاقاة ربه وتكليمه، وأن ذلك لم يكن مصادفة فهو الذي قد كتب هذا الميعاد وقضاه وقدره.

  {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ٤١} وأخبره أنه قد شمله بعنايته ورعايته؛ لأجل أن يتخذه رسولاً يبلغ رسالته؛ والله سبحانه وتعالى لا يختص بنبوته ورسالته إلا من كان مخلصاً له جل وعلا لا نصيب فيه للهوى ولا للشيطان.

  {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ٤٢ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ٤٣ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ⁣(⁣٢) يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ٤٤} ثم أمره بأن يأخذ آياته⁣(⁣٣) ويذهب بها مع أخيه هارون إلى فرعون فيبلغاه رسالة الله، وأن لا يأخذهما الفتور والتواني، وكان فرعون قد طغى في الأرض وتجبر فيها، ولا بد أن يدعواه إلى ترك ظلمه وجبروته، ويحذراه عذاب الله وبأسه إن لم يستجب لداعي ربه، وأمرهما أن يلينا له في ذلك؛ لأن اللين يكون أدعى إلى القبول.

  {قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ٤٥}⁣(⁣٤) خافا على نفسيهما


(١) سؤال: ما معنى «على» في قوله: {عَلَى قَدَرٍ

الجواب: معناها الاستعلاء أي: محمولاً على قدر أو مستقراً على قدر.

(٢) سؤال: إذا قيل بأن الترجي والتأميل في قوله: {لَعَلَّهُ} لا يقوله إلا من لا يعلم عاقبة الأمور فكيف يكون من جهة الله تعالى؟

الجواب: الرجاء مصروف إلى موسى وهارون @ أي: ليكن دعاؤهما له مثل دعاء من يرجو استجابة المدعو؛ لأن دعاء من لا يرجو استجابته تكون ناقصة وباردة.

(٣) سؤال: هل المراد بهذه الآيات كتاب معني أم المعجزات ونحوها؟

الجواب: المراد المعجزات.

(٤) سؤال: هل معنى قوله: {أَنْ يَطْغَى} نفس معنى: {أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا}؟ أم له معنى آخر فما هو؟ =