سورة طه
  من فرعون ومن بطشه وجبروته، وشكوا إلى الله سبحانه وتعالى بأنهما إن بلغاه آياته فسيبادر بقتلهما والفتك بهما، ولن يرده عن ذلك شيء لشدة جبروته وكبره.
  {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ٤٦} فطمأنهما الله سبحانه وتعالى بأنه معهما وأنه سيعصمهما منه.
  {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ(١) مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ} يلقنهما الله سبحانه وتعالى الكلام الذي أرسلهما به إليه، وهو أن يخبراه بأنهما مرسلان من عند ربه وخالقه ليستنقذا بني إسرائيل من قبضته وظلمه وجبروته.
  وقوله: «رسولا ربك» لينبهاه على أنه ليس إلا عبداً مربوباً، ومن الجدير بالعبد أن يطيع ربه.
  {قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى(٢) ٤٧ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ٤٨}(٣) وأن يخبراه أن الله سبحانه وتعالى قد
الجواب: «أن يطغى» له معنى آخر، هو: أن يتمادى فرعون في طغيانه وكبره وكفره وظلمه وغشمه في جميع البلاد والعباد، أما «أن يفرط علينا» فمعناه: أن يعجل علينا بالعقوبة قبل أن نستتم الدعوة ونبلغه الرسالة.
(١) سؤال: ما المسوغ لعطف الطلب في قوله: {فَأَرْسِلْ} على الخبر: {إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ}؟
الجواب: لا يشترط في العطف بالفاء أن تكون الجملتان خبريتين أو إنشائيتين كما هو الحال في العطف بالواو، ولا يشترط في عطف الجمل بالفاء إلا كون إحداهما سبباً لحصول الثانية.
(٢) سؤال: هل في هذه الآية دليل على أن السلام على الكفرة والفسقة لا يجوز؟ أم لا فكيف؟
الجواب: السلام في هذه الآية هو السلامة من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، والكافر والفاسق ممن حكم الله تعالى عليهما بعذاب الآخرة، ولا يجوز للمؤمن أن يدعو بخلاف ما حكم الله به وأراده، وقد نهى الله تعالى النبي ÷ والمؤمنين أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعدما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم.
(٣) سؤال: ما النكتة في تخصيص الإيحاء بأمر العذاب على المكذبين مع أن التسليم ومجيئهم =