محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة طه

صفحة 582 - الجزء 2

  أيدهما بالآيات الدالة على صدقهما وأن الله سوف يعذبه إن أبى وتمرد وسينتقم منه أشد الانتقام، وإن استجاب وآمن فإن الله تعالى سيسلمه من عذابه وسخطه.

  {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى ٤٩} بعد أن بلغاه رسالة الله إليه سألهما فرعون من ربكما هذا الذي أرسلكما؟! استخفافاً منه بهما وبمن أرسلهما.

  {قَالَ⁣(⁣١) رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ٥٠} فاستغَلّا سؤاله هذا إذ فتح لهما طريقاً إلى أن يصفا له الله تعالى، ويذكرا له الآيات الدالة عليه من الخلق والرزق والتدبير، فقالا له: ربنا هو الذي خلق⁣(⁣٢) الناس وأعطاهم كل متاع الحياة الدنيا ومنافعها وزينتها وهداهم إلى كيفية الانتفاع بما أعطاهم في الأرض من المنافع.

  {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى ٥١} فرد عليهما فرعون وسألهما عن أحوال الأمم السابقة، وهل أرسل الله تعالى إليها الرسل؟ وهل آمنوا أم كذبوا؟

  وكان سؤاله هذا لأنه تفاجأ بموسى وتعجب مما جاءه به، وأنه رسول الله إليه ليأمره بالإيمان، وتهديده له بأنه إن لم يؤمن فإن الله سيعذبه مما دفعه ذلك لأن يسأل عن حال الأمم السابقة هل جاءهم ما جاءه، وكذلك ليغالط موسى ويخرجه عن


= بالآيات من جملة ما أوحي إليهما؟

الجواب: التخصيص هو لإظهار أهمية الخبر لفرعون ولبيان شدة العناية به.

(١) سؤال: ما السر في إفراد موسى بالقول ونسبته إليه فقط؟

الجواب: السر أنه هو صاحب الرسالة الكبرى، وهارون # - وإن كان نبياً - تابع لموسى ووزير له يأتمر بأمره وينتهي عن نهيه.

(٢) سؤال: يقال: ظاهر كلامكم أن {خَلْقَهُ} بمعنى مخلوقه، وأنه مفعول أول لأعطى، و {كُلَّ شَيْءٍ} مفعول ثانٍ فهل يصح أن يجعل {خَلْقَهُ} مفعولاً ثانياً فيكون معناه وهب لكل مخلوق شكله وصورته اللائقة به ثم دله إلى منافعه؟

الجواب: التفسير هنا مبني على أن خلقه هو المفعول الأول، وذكر في الكشاف الوجهين: أن يكون المفعول الأول، وأن يكون كما ذكرتم المفعول الثاني.