محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة طه

صفحة 585 - الجزء 2

  {فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى⁣(⁣١) ٥٨ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ⁣(⁣٢) النَّاسُ ضُحًى ٥٩} وطلب من موسى # أن يحدد موعداً ليجتمع فيه مع السحرة ليباريهم أمام الملأ، وكان السحر في ذلك الوقت قد راج، وصار في أوج ازدهاره وتطوره، وصاروا يتفننون فيه ويتنافسون في ميدانه، وكانوا قد بلغوا الغاية في علمه.

  وقد أجاب موسى # بأن موعد ذلك هو يوم عيدهم، وكان قد اقترب موعد ذلك اليوم وكان الناس يجتمعون فيه جميعاً للاحتفال والفرح، فاستغل موسى تلك المناسبة وجعل موعد ذلك ضحى ذلك اليوم.

  {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ⁣(⁣٣) ثُمَّ أَتَى ٦٠} فأمر فرعون بمن ينادي في سحرة أرض مصر ليجتمعوا ويوافوا ذلك اليوم فحضر السحرة واجتمعوا.

  {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ


= صنيع فرعون حين جمع السحرة كيداً ليموه على الناس أن ما جاء به موسى سحر وقد علم أنه ليس سحراً.

(١) سؤال: ما إعراب: {مَكَانًا سُوًى ٥٨}؟ وما معناه؟

الجواب: أقرب ما قيل في إعرابه أن يكون بدلاً من «موعداً» على أن يكون موعداً مصدر ميمي ويقدر مضاف أي: مكان موعد أي وعدٍ، ومعنى «مكاناً سوى» أي مكاناً وسطاً أي: تستوي مسافته إلينا وإليك، وقول موسى #: {مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} يدل على مكان مشهور.

(٢) سؤال: كيف ساغ عطف المصدر: {أَنْ يُحْشَرَ} على قوله: {يَوْمُ الزِّينَةِ

الجواب: التقدير: وعدكم وعد يوم الزينة، فعطف «وأن يحشر ...» على «وعد يوم الزينة» أو يعطف «أن يحشر ..» على الزينة أي: يوم الزينة وحشر الناس.

(٣) سؤال: ما المراد بكيده وكيف جعله مُتَعلَّقاً للجمع في قوله: {فَجَمَعَ كَيْدَهُ

الجواب: المراد بكيده هو حيلته التي دبرها ليصد الناس عن التصديق بما جاء به موسى، وجعلت مفعولاً للجمع؛ لأنها لا تتحقق كما يريد فرعون إلا بجمع السحرة.