محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة طه

صفحة 592 - الجزء 2

  {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ}⁣(⁣١) وذكرهم أيضاً بنعمته عليهم إذ اختص آباءهم بأن يسمعوا كلام الله سبحانه وتعالى ويكتبوا التوراة.

  {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ٨٠} وكذلك نعمته عليهم عندما كانوا في التيه أربعين سنة فكان ينزل عليهم المن والسلوى من السماء، والمن اسم طير كان الله تعالى ينزله عليهم من السماء مع الشراب الذي هو السلوى وهو يشبه العسل، أو العكس أي: السلوى طير والمن شراب.

  {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}⁣(⁣٢) واشكروا نعمة الله سبحانه وتعالى عليكم، ولا تكذبوا نبيه محمدا ÷، وكانوا قد قابلوا النبي ÷ بالتكذيب والاستهزاء، وكانوا يرمونه بالسحر ويحذرون الناس منه بأنه كذاب وليس ذلك النبي الذي وعد الله سبحانه وتعالى به في التوراة.

  {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ⁣(⁣٣) فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ٨١} وحذرهم الله تعالى من الخروج عن حدوده وتعاليمه، وأن تكون النعم


(١) سؤال: ما إعراب: {الْأَيْمَنَ

الجواب: يعرب صفة لجانب.

(٢) سؤال: هل المخاطب في قوله: {كُلُوا} بنو إسرائيل السابقون الذين رزقوا بالمن والسلوى أم المعاصرون للنبي ÷؟

الجواب: المراد به السابقون الذين كانوا على عهد موسى # إلا أن النعمة على الأولين نعمة على ذراريهم المعاصرين للنبي ÷، وشرف الآباء وكرامتهم تنسحب على ذراريهم لذلك خاطبهم الله تعالى كما لو كانوا هم أهل المن والسلوى.

(٣) سؤال: فضلاً ما معنى «في» في قوله: {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ}؟ وإلام يرجع الضمير؟

الجواب: معناها الظرفية أي: لا تطغوا في طيبات ما رزقناكم أي: بأن تكون معاصيكم لله في طيبات ما رزقناكم بأن تجعلوا مثلاً العنب خمراً أو تجعلونه رشوة أو رباً أو تأخذونه من غير حله، أو نحو ذلك.