محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنبياء

صفحة 663 - الجزء 2

  عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ١٠٤}⁣(⁣١) يخبر الله سبحانه وتعالى عن حال يوم القيامة بأنه سيخرب الكون جميعاً ويهدمه، وأن السماء التي نراها أمامنا سوف يطويها مع كواكبها، ويلفها كما تلف الورقة، حتى لا يبقى منها شيء، ثم بعد ذلك سيعيد خلق البشر وسيبعثهم من جديد، وأخبر أن هذا وعد منه واجب وقوعه لا محالة.

  {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ⁣(⁣٢) أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ١٠٥} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد كتب ووعد في الزبور أن الأرض سيسيطر عليها الصالحون من عباده بعد أن يهلك ويدمر المفسدين الذين ملأوها ظلماً وبهتاناً.

  {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ١٠٦} إن في هذا القرآن لكفاية كافية لمعرفة الهدى ودين الحق لقوم عابدين، وإنما خص العابدين لأنهم هم الذين ينتفعون بآيات الذكر الحكيم لخشوعهم وتواضعهم.

  {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ١٠٧} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لم يرسل محمداً ÷ إلا ليستنقذ الناس من جهالات الشرك والضلال، ويدخلهم في


(١) سؤال: ما العامل في {يَوْمَ نَطْوِي}؟ وما إعراب: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} و {كَمَا بَدَأْنَا}، وكذا {وَعْدًا}؟ وما هو السجل الذي يطوي الكتب؟

الجواب: العامل في «يوم نطوي» فعل مقدر أي: اذكر، ويصح تعليقه بلا يحزنهم أو بالفزع أو بتتلقاهم. «كطي السجل» صفة لمصدر محذوف أي: طياً كطي السجل، أي: مشابهاً لطي السجل. «كما بدأنا» الكاف حرف جر و «ما» مصدرية مسبوكة مع ما بعدها بمصدر مجرور بالكاف والجار والمجرور صفة لمصدر محذوف، وناصبه هو الفعل، «نعيده» والتقدير: نعيد أول خلق إعادة مثل بدئنا له. «وعداً» مصدر مؤكد لمضمون الجملة التي قبله: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}، والسجل هو الرجل.

(٢) سؤال: ما المراد بالذكر هنا؟ وكيف تعقل بعدية الزبور للذكر؟

الجواب: المراد بالذكر اللوح المحفوظ، والزبور الكتب السماوية المزبورة أو زبور داود.