محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحج

صفحة 7 - الجزء 3

  وحده الإله الحق الذي هو جدير بأن يعبد دون تلك الأصنام التي يعبدونها من دونه، والتي لا تقدر على أي نفع أو ضرر.

  {وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى} وأنه قادر على إحياء الموتى، يشهد له بذلك ما أثبته من القدرة بالبراهين والأمثال الحسية التي ضربها للناس.

  {وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٦} فما دام قد قدر على خلق الإنسان من التراب أولاً ثم من النطفة ثم من العلقة، وهكذا إلى أن يصير إنساناً سوياً سميعاً وبصيراً فهو بلا شك قادر على أن يحييهم بعد موتهم.

  {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ٧} وأيضاً ففيما ذكر من الإحياء والبعث بعد الموت دلالة على وقوع الساعة والبعث والحساب.

  {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ٨}⁣(⁣١) هم قريش كانوا يكثرون على النبي ÷ من الجدال عن غير علم أو كتاب يستندون إليه أو حجة أو برهان وإنما يجادلون عن جهل وهوى، وكانوا يكذبونه فيما أخبرهم به، ويستهزؤون به، ويتحينون كل فرصة ليدخلوا عليه منها لإبطال دينه ودعوته، ولا زالوا كذلك إلى أن قهرهم الإسلام ودخل عليهم المسلمون فأكرهوهم على الإسلام تحت حر السيوف، وقد تبعهم على ذلك بقية كفار جزيرة العرب؛ لأن قريشا كانت قبلة العرب لما يتمتعون به من المكانة الرفيعة والشرف والعز والهيبة.


(١) سؤال: هل تصلح هذه الآية دليلاً يتناول كل من يجادل في شيء من الدين عن غير معرفة ولا بصيرة؟

الجواب: نعم تصلح دليلاً وتتناول كل من يجادل في الدين بغير بصيرة ولا معرفة معارضاً بجداله الحق والمحقين، وذلك لأن قوله: {وَمِنَ النَّاسِ} مطلق صادق على أي بعض من الناس وليست مقيدة ببعض معين.