محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحج

صفحة 8 - الجزء 3

  {ثَانِيَ عِطْفِهِ}⁣(⁣١) ومع جدالهم ذلك يشمخون بآنافهم استكباراً على النبي ÷، واستعلاءً عليه، فكان النبي ÷ إذا تكلم عندهم بكلمة حق فإنهم يلوون ظهورهم عنه من شدة الكبر والغرور.

  {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} قاصدين بذلك أن يوهموا الناس أن ما جاء به النبي ÷ ليس إلا جهالة وضلالة وليس أهلاً لأن يستمعوا إلى كلامه.

  {لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ٩} هذا جزاء من يعمل هذه الأعمال من الجدال عن غير علم، والتكبر عن قبول الحق مع معرفته له بالحجج والبراهين الواضحة.

  يتهدد الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أحد كبار قريش وهو النضر بن الحارث.

  {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} وأخبر الله سبحانه وتعالى أنه عند تعذيبه يوم القيامة يخبره أن ذلك بسبب ما جنته يداه في الدنيا من الصد عن سبيله والجدال بالباطل.

  {وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ١٠} فإدخالهم جهنم ليس ظلماً منه جل وعلا لهم؛ لأنهم هم الذين جنوا على أنفسهم، وتسببوا في عذابها بكفرهم وتكذيبهم.

  {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ⁣(⁣٢) اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن


(١) سؤال: من فضلكم ما إعراب: {ثَانِيَ عِطْفِهِ}؟ ولماذا أتى بها مفردة؟ وهل هي كناية عن التكبر؟ وما معناها في الأصل؟ وما العلاقة بين المعنيين؟

الجواب: «ثاني عطفه» حال من فاعل «يجادل» والإضافة ليست حقيقية، وأفرد الحال لأن صاحبه مفرد وهو ضمير الفاعل في «يجادل» وهو عائد إلى «مَنْ» ولفظه مفرد، و «ثاني عطفه» كناية عن تكبر صاحبه، ومعناها في الأصل أن يلوي الرجل نصفه الأعلى ويحرفه عن وجه محدثه، ولا تحتاج الكناية إلى علاقة ولا قرينة؛ لأنها حقيقة وليست مجازاً، ويصح فيها إرادة المعنيين جميعاً اللازم والملزوم أي: ثني العطف والتكبر.

(٢) سؤال: ما إعراب: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ

الجواب: «من الناس»: خبر مقدم، و «من» مبتدأ مؤخر، وجملة «يعبد الله» صلة الموصول.