محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحج

صفحة 9 - الجزء 3

  حال ضعاف الإيمان، فشبههم بمن هو قائم على طرف شيء قد أوشك على التهاوي والسقوط.

  {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} لأن الإيمان لم يكن قد استحكم في قلبه وأدنى شيء سيجره إلى الكفر، وسيبيع دينه بأرخص الأثمان، والمقصود بالفتنة هنا: المصائب كالفقر والمرض ونقص المال.

  {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ١١} وأن هذا حال ضعاف الإيمان فإذا حصلت لهم شدائد مع النبي ÷ أو مع أحد الأئمة من الجهاد ونحوه فإنهم لا يصبرون على ذلك ويختلقون الأعذار والحيل للفرار والهرب.

  {يَدْعُو⁣(⁣١) مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ} يعني بهم أهل الشرك فهم يعبدون آلهة غير الله سبحانه وتعالى لا تضرهم ولا تستطيع أن تنفعهم بشيء.

  {ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ١٢} فهم بفعلهم هذا في غاية البعد عن الحق؛ لأنهم بأفعالهم هذه يتركون ما تدعوهم إليه فطر عقولهم، ويركضون وراء شهواتهم وأهوائهم، وما داموا كذلك فلن يتوفقوا إلى الحق والهدى أبداً.

  {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ⁣(⁣٢) أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} يذهب إلى عبادة هذه الآلهة مع أنه لا يحصل من وراء عبادتها إلا الإضرار بنفسه، ولا يجني من ورائها أي فائدة أو مصلحة.


(١) سؤال: ما محل هذه الجملة من الإعراب؟

الجواب: لا محل لها من الإعراب لأنها مستأنفة في جواب سؤال مقدر عن سبب الخسران.

(٢) سؤال: ما العلة في فتح الضاد من كلمة {ضَرُّهُ}؟ وما هي هذه اللام الداخلة على «من» في قوله: {لَمَنْ}؟ وكذا الداخلة على بئس؟

الجواب: الضَّر بفتح الضاد مصدر ضره يضره وبابه ردَّ، وعلى هذا ففتح الضاد هو الأصل ويكون الضر بضم الضاد اسم مثل الغسل والغسل بفتح الغين وضمها، واللام الداخلة على «من» هي لام الابتداء علقت «يدعو» عن العمل لتضمن يدعو معنى «يزعم»، واللام في {لَبِئْسَ} هي تكرير للام الأولى.