محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النور

صفحة 121 - الجزء 3

  {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ}⁣(⁣١) وأن أعمالهم ظلمات بعضها فوق بعض فكما لا يستطيع المرء أن ينتفع في هذه الظلمات بشيء فكذلك المشركون حال شركهم وضلالهم لا ينتفعون بشيء من الأعمال، لما هم فيه من ظلمات الشرك والجهل والتكذيب والفسوق والعصيان.

  {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ⁣(⁣٢) يَرَاهَا} من شدة الظلام المطبق المتراكم.

  {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ٤٠} فلم تنفعهم أعمالهم هذه؛ لأنهم لم يهتدوا بهدى الله تعالى، ولم يستضيئوا بنوره، واختاروا ظلمات الجهل على نور الإسلام⁣(⁣٣).

  {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ⁣(⁣٤) مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ٤١}⁣(⁣٥) ألم تعلم يا محمد أو أيها


(١) سؤال: ما إعراب: {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ

الجواب: قوله: {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} لا محل لها من الإعراب كالتفسير لما قبلها أو كالتأكيد، و «ظلمات» خبر لمبتدأ محذوف أي: هذه ظلمات. «بعضها فوق بعض» جملة من مبتدأ وخبر في محل رفع صفة لظلمات.

(٢) سؤال: هل لهذه الجملة محل؟ فما هو إن كان؟

الجواب: لا محل لها من الإعراب؛ لأنها جواب شرط غير جازم.

(٣) سؤال: هل من تمام التشبيه أنهم لم يتنوروا بتلك الأعمال، أو لم تكن سبباً في اهتدائهم وحصولهم على النور، أم لا؟

الجواب: نعم، هو من تمام التشبيه، فالمشبه الكافر المعرض عن النور الذي أنزله الله.

(٤) سؤال: ما الوجه في الإتيان بلام الجر هذه، مع أن الفعل يتعدى بنفسه؟

الجواب: الوجه في الإتيان بها أن «يسبح» ضمن معنى «ينقاد» أو نحوها مما يبدأ باللام.

(٥) سؤال: ما الوجه في فصل: {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ ...} عما قبلها؟ وإلام يرجع ضمير الفاعل في قوله: {يَفْعَلُونَ ٤١

الجواب: فصلت لأنه لم يرد دخولها في معمول {أَلَمْ تَرَ}. وفاعل «يفعلون» يرجع إلى معنى «كل» فمعناها الجمع.