سورة النور
  {ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا} ثم يجمع بين قطع السحاب المتناثرة في السماء فما تلبث أن ترى هذا السحاب قد تكاثف واجتمع وأصبح كتلة واحدة، فمن الذي ألفه وجمع أجزاءه؟
  {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} ثم ترى قطرات المطر تخرج من بين السحاب.
  {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ}(١) وينزل الله سبحانه وتعالى بقدرته البرد والثلوج من ذلك السحاب، ويحصل ذلك بريح باردة تضربه بإذن الله فتتجمد ذرات المطر هذه حتى تصبح كالجبال من الثلج فينزلها قليلاً قليلاً بقدرته وتدبيره.
  {فَيُصِيبُ بِهِ(٢) مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ} فيصيب الله تعالى به بعض البلدان التي أراد أن يصيبها، ويصرفه عن أخرى بقدرته وتدبيره على حسب مقتضى علمه وحكمته.
  {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ٤٣} وللمعان برقه قوة قوية يكاد أن يذهب بالأبصار ويأخذها من شدة توهجه ولمعانه.
  {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ٤٤} ثم حث الله تعالى على التفكر والنظر في آية أخرى من آياته الدالة على إلهيته وقدرته ووحدانيته، وهي آية الليل والنهار وتعاقبهما(٣) لمن أراد أن يعتبر بهما.
(١) سؤال: فضلاً ما معنى «من» في قوله: {مِنْ جِبَالٍ}؟ وما إعراب الجار والمجرور هذا؟ وهل «من» الداخلة على قوله: {بَرَدٍ} زائدة وهو مفعول به وضحوا هذا أيدكم الله بتأييده؟
الجواب: «من جبال» بدل من قوله: {مِنَ السَّمَاءِ}. وقوله: «من برد» صفة لجبال، وليست «من» زائدة أي: جبال كائنة من برد.
(٢) سؤال: هل الضمير في «به» يعود على «الودق» أم على «البرد» ولماذا؟
الجواب: الظاهر عوده على البرد لأنه الأقرب.
(٣) سؤال: هل يحتمل التقليب لليل والنهار معنى آخر غير التعاقب أم لا؟
الجواب: نعم يحتمل أيضاً تقليب الليل والنهار بالزيادة والنقصان أو بالحر والبرد.