سورة النور
  {قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ}(١) فأمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يرد عليهم بأن لا يحلفوا فهم معروفون وكيفية طاعتهم معروفة.
  {إِنَّ(٢) اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ٥٣} وأن يخبرهم بأنهم مهما حلفوا وأقسموا من الأيمان فإن الله سبحانه وتعالى عالم بأعمالهم ومطلع عليها وعلى نياتهم القبيحة والمكائد التي يكيدونها لنبيه ÷ وللإسلام في الخفاء.
  {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن يبلغ الناس ويأمرهم بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله، وأنهم إن تمردوا عن قبول ذلك ورفضوا دعوتك يا محمد وردوها واستهزئوا بها: {فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ}(٣) فما على الرسول إلا أداء ما حمله الله تعالى وكلفه من تبليغ رسالات الله قبلوا أم لم يقبلوا، وليس مكلفاً بإدخالهم في الإسلام.
  {وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ} وأنتم أيها الناس عليكم ما حملكم نبيكم من الشرائع والأحكام، وقد لزمتكم الحجة، فإن أطعتم فسيثيبكم الله تعالى، وإن تمردتم فوزر
(١) سؤال: من فضلكم ما إعراب: {طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ}؟ وما الذي عمل فيه الرفع؟
الجواب: «طاعة» خبر لمبتدأ محذوف، أي: المطلوب منكم طاعة معروفة، أو أمركم المطلوب منكم طاعة معروفة.
(٢) سؤال: ما الوجه في كسر همزة «إن»؟
الجواب: كسرت لوقوعها في أول الكلام المستأنف.
(٣) سؤال: ما السر في تغيير الضمير من الخطاب إلى الغيبة؟ وكذا العكس في: {وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ}؟
الجواب: يسمى هذا بالالتفات، والسر فيه هو تطرية نشاط السامع وحمله على الإصغاء.
سؤال: هل يصح الاستدلال بالآية على من أعرض عن بعض أوامر النبي ÷ ولم يطبقها وإن استجاب لدعوته؟
الجواب: نعم، يصح بل إنها نزلت فيمن كان كذلك.