سورة النور
  {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} ووعدهم أيضاً بأنه سيقهر جميع الأديان حتى يصبح دين الإسلام هو المسيطر في الأرض فوق جميع الأديان.
  {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} ووعدهم أيضاً بأنه سيبدلهم الأمن والأمان والرخاء والسيطرة بعد ذلك الخوف والأذى الذي يلحقهم من المشركين.
  {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}(١) وستكون كلمة الله هي العليا، وستكون عبادته هي السائدة الظاهرة في جميع أقطار البلاد بعد أن كانت عبادة الأصنام هي الدين السائد(٢).
  {وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٥٥}(٣) فبعد أن يمكن الله
(١) سؤال: فضلاً ما محل جملة: {يَعْبُدُونَنِي}؟ وما يترتب على هذا الإعراب من معنى؟ وما محل جملة: {لَا يُشْرِكُونَ بِي ..} من الإعراب؟
الجواب: «يعبدونني» جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب واقعة في جواب سؤال مقدر عن العلة والغرض، وعلى هذا الإعراب فسرناها في الكتاب، و «لا يشركون بي شيئاً» لا محل لها من الإعراب أيضاً؛ لأنها بمنزلة البدل من الجملة الأولى.
(٢) سؤال: يقال: هل قد حصل هذا الوعد من الله؟ ومتى؟ أم أن المراد به ما يحصل في آخر الزمان بظهور خاتم الأئمة، وقاشع الظلمات عن هذه الأمة المهدي المنتظر؟
الجواب: قد حصل هذا الوعد للمخاطبين فعم الإسلام جزيرة العرب في زمن النبي ÷، ثم بعد زمانه تمدد في الأرض فاستخلفهم الله تعالى كما استخلف بني إسرائيل ليختبرهم، قال تعالى لبني إسرائيل: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ١٢٩}[الأعراف]، ويدخل في هذا الوعد جميع من تحقق بالإيمان والأعمال الصالحة من جماعات أمة محمد ÷ إلى يوم القيامة؛ إذ لم يؤثَر أن المؤمنين الأولين يختصون بذلك الوعد من دون غيرهم من المؤمنين، ويدخل في هذا الوعد أيضاً ما يحصل في آخر الزمان من ظهور خاتم الأئمة عليه و $.
(٣) سؤال: كثيراً ما يطلق الباري تعالى الفسق على أهل الكفر كما في هذه الآية وأمثالها خصوصاً مع استخدام المؤكدات وهذا يشكك بعض الطلبة في أن إطلاق الفسق على مرتكب الكبيرة حقيقة =