سورة النور
  سبحانه وتعالى دينه في الأرض فإن من تراجع عنه فقد حكم الله تعالى عليه بالخروج عن الإيمان واستوجب سخط الله تعالى وعذابه.
  {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} ثم أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأن يداوموا على أداء ما افترض عليهم من الصلوات بشرائطها من الوضوء والطهارة وستر العورة واستقبال القبلة وإباحة المكان والنية، واستيفاء أذكارها وأركانها، وكذلك بإخراج ما أوجب عليهم في أموالهم إلى فقرائهم، وأن لا يُخِلُّوا بشيءٍ من ذلك.
  {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ٥٦} والتزموا ما يأمركم به نبيكم ÷ لتدخلوا في سلك رحمة الله تعالى وثوابه في الدنيا والآخرة.
  {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ ٥٧}(١) ثم وجه الله سبحانه وتعالى خطابه إلى نبيه ÷ والمقصود به المؤمنون جميعاً، وذلك لكونه الكبير والقائد، فأخبرهم الله تعالى بأن لا يظنوا أن الله تعالى عاجز عن أخذ الكافرين بعذابه وبأن ما هم فيه من الأمن والرخاء والسعة والجاه والسلطان ليس إلا لإكمال الحجة عليهم وقطع أعذارهم يوم القيامة وسيأخذهم بعد ذلك، فهم تحت قبضته وسيطرته، وفي الأخير سيعذبهم في نار جهنم وبئس المصير.
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ثم رجع الله تعالى إلى تلقين عباده الآداب التي ينبغي أن يتأدبوا بها ويلتزموا بها في حياتهم الدنيا.
  {لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ
= شرعية، فكيف يجاب على ذلك؟
الجواب: إطلاق الفسق على مرتكب الكبيرة هو حقيقة شرعية، بمعنى أن أهل الكلام اصطلحوا عليها فهي بذلك حقيقة اصطلاحية شرعية، وليس المراد أنها كذلك بوضع الشارع.
(١) سؤال: ما معنى اللام الداخلة على «بئس» في قوله: {وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ ٥٧}؟
الجواب: اللام واقعة في جواب قسم محذوف.