محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النور

صفحة 132 - الجزء 3

  ثَلَاثَ مَرَّاتٍ⁣(⁣١) مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} أمر الله سبحانه وتعالى عباده بتأديب من لم يبلغ من أولادهم وعبيدهم بهذه الآداب وهي تعليمهم متى يستأذنون عند دخولهم عليهم، وخاصة في هذه الثلاثة الأوقات التي هي قبل صلاة الفجر؛ لأنهم كانوا في العادة يجلسون مع زوجاتهم في ذلك الوقت، وكذلك وقت الظهيرة وبعد صلاة العشاء؛ لأن الغالب في هذه الأوقات أن يكون الرجل مع امرأته، فأمرهم بذلك لأجل أن لا يصادف دخولهم تلك الحالة فيطلعوا منهم على ما يكرهون، وخاصة في ذلك الزمان لقلة الإمكانيات من وجود الأبواب ونحوها، وأما اليوم فقد تغير الوضع بالنسبة لذلك الزمان، والمراد بثلاث مرات: مرة في كل وقت من هذه الأوقات.

  {ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ}⁣(⁣٢) والمفترضُ بكم أن تعلموهم الاستئذان في هذه الأوقات لئلا يطلعوا على عوراتكم وما لا تحبون أن يطلع عليه أحد من أسراركم.

  {لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ} فقد رفع الله تعالى الجناح والحرج في غير هذه الثلاثة الأوقات، وقد أباح لهم أن يدخلوا عليكم بدون أخذ الإذن.

  {طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ}⁣(⁣٣) يؤكد الله سبحانه وتعالى بذلك


(١) سؤال: ما إعراب «ثلاث مرات»؟ وما معنى «من» في قوله: «من قبل»؟

الجواب: يجوز إعرابها - أي: ثلاث مرات - على أنها منصوبة على الظرفية الزمانية، ومرات: بمعنى أوقات، وقوله: «من قبل صلاة الفجر» بدل من «ثلاث مرات»، ومعنى «من»: ابتداء الغاية، وقد جوّزوا في «ثلاث مرات» أن يكون مفعولاً مطلقاً، والأولى ما ذكرناه؛ لأنهم لم يؤمروا أن يستأذنوا ثلاث مرات، بل أمروا أن يستأذنوا في ثلاثة أوقات.

(٢) سؤال: ما إعراب {ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ} إن كانت خبراً فما الوجه في حذف المبتدأ؟

الجواب: «ثلاث» خبر لمبتدأ محذوف، والوجه في حذفه هو تقدم ما يدل عليه.

(٣) سؤال: ما إعراب: {طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ

الجواب: «طوافون» خبر لمبتدأ محذوف أي: هم طوافون عليكم، «بعضكم على بعض» مبتدأ وخبر، ويجوز أن يكون «بعضكم» بدلاً من «طوافون».

سؤال: إذا كانت العلة هي اعتياد الناس للجلوس مع نسائهم في تلك الأوقات ثم أصبحت العادة =