محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البقرة

صفحة 152 - الجزء 1

  {فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} الذين لم يشربوا، {قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} عندما رأوا الكثرة في عدوهم هابوا وخافوا وقالوا لقائدهم طالوت: لا طاقة لنا اليوم بقتال عدونا جالوت وجنوده لكثرة عددهم وقلتنا.

  {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ٢٤٩} فقال أهل البصائر في الدين: كثيراً ما ينتصر القليل على الكثير فأخلصوا لله وارجوه واسألوه المعونة والنصر فإن الله يؤيد الصابرين بمعونته ونصره⁣(⁣١).

  {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ⁣(⁣٢) عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ٢٥٠ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ} وهذا هو المفروض: أن يلجأ المجاهدون إلى الله ويعتمدوا عليه لا إلى كثرتهم وقوتهم، فالنصر من عند الله فأنزل الله عليهم النصر والمعونة لالتجائهم إلى الله وإخلاصهم له.

  {وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ} كان نبي الله داود # أحد الجنود الذين خرجوا للقتال تحت إمرة القائد طالوت ولم يكن نبياً حين خرج مع طالوت، بل لم يكن له ذكر ولا شأن في ذلك الوقت، وقد وفق الله تعالى داود لقتل ملك عدوهم واسمه جالوت فشاع ذكر داود وارتفع شأنه ورمقته الأبصار، وكان ذلك بتدبير الله تعالى لما يريده الله سبحانه لداود من شرف النبوة والملك.


(١) سؤال: كيف مدح إيمانهم باليوم الآخر مع أنه عبر عنه بيظنون؟

الجواب: ارجع إلى تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ٤٥ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ٤٦}.

سؤال: ما موضع «كم» الإعرابي في قوله: «كم من فئة»؟

الجواب: موضعها الرفع على الابتداء.

(٢) سؤال: ما هو الإفراغ المقصود في الآية؟

الجواب: سألوا الله تعالى أن يصب عليهم الصبر صباً؛ لحاجتهم إلى الصبر الكثير في مواجهة عدوهم.