محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البقرة

صفحة 153 - الجزء 1

  {وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ} ثم إن الله تعالى أعطى داود # شرف النبوءة وأوحى إليه بشرائع الدين وأحكامه التي أوحاها إلى موسى # وأوحى إليه بالزبور زيادة على أحكام التوراة، وعلمه من أنواع العلوم التي ليست في التوراة ولا في الإنجيل من ذلك علم استخراج المعادن، وعلم صناعتها، ومع ذلك فقد أعطاه الله الملك والسلطان في الدنيا، وكان سلطانه في بلاد الشام.

  {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} إن الله سبحانه يدفع شر بعض الناس ببعض بأن يغري بعضهم ببعض، ويسلط بعضهم على بعض؛ ليسلم أولياء الله من شرورهم وفسادهم.

  {وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ٢٥١} في تسليط بعضهم على بعض، وهذا فضل من الله ونعمة على أوليائه وعباده الصالحين.

  {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} هذه آيات الله يتلوها على نبيه ÷، وهي حق وصدق.

  {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ٢٥٢} فلا يكبر عليك تكذيب قومك فتكذيبهم لك لا ينقص منزلتك.

  {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}⁣(⁣١) منازل رسل الله كلها رفيعة بل هي غاية ما تنتهي إليه منازل البشر في الرفعة عند الله تعالى، ورسل الله À وإن كانت منازلهم رفيعة فإنهم يتفاضلون في تلك المنازل فبعضهم أرفع من بعض، وذلك التفضيل هو بفضل الله ورحمته وعلمه وحكمته، منهم موسى # فقد اختصه الله تعالى بفضيلة الكلام {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ١٦٤}⁣[النساء]، ومنهم عيسى # فقد اختصه الله تعالى بإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وكان يصور تمثال طير من الطين فينفخ فيه فيطير.


(١) – سؤال: ما هو روح القدس الذي أيد به عيسى؟

الجواب: هو جبريل #.