محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النور

صفحة 133 - الجزء 3

  رفع الجناح، و «طوافون» أي: تكثر مخالطتهم لكم.

  وأما بالنسبة للمرحلة التي ينبغي أن تعلموا فيها صبيانكم فهي تكون من بداية تمييزه بين الأشياء، ومن حين يعقل التأديب.

  هذا، وتأديب الأولاد وتعليمهم آداب الإسلام بجميع أشكالها واجب على الأولياء كالطهارة، وحسن الكلام، وحسن الأكل، وحسن المعاملة، وغير ذلك من الآداب التي يكثر تعدادها «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ...» الحديث⁣(⁣١).

  {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٥٨} يبين الله سبحانه وتعالى لعباده أحكام دينه في هذه السورة من أحكام الزنا والقذف وغير ذلك مما تقدم ذكره؛ لما علم من المصلحة والحكمة في ذلك، ولما يعود عليهم من المنفعة في الدين والدنيا.

  {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا⁣(⁣٢) كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} ثم انتقل الله سبحانه وتعالى إلى ذكر ما ينبغي أن يتعلمه الأطفال بعد بلوغهم فأخبر أنه يجب تعليمهم الاستئذان في جميع أوقات الليل والنهار، والمراد


= في زماننا في ذلك في أوقات أخرى فهل تقاس هذه الأوقات الأخرى، كمنتصف الليل على تلك المنصوصة أم لا، ولماذا؟

الجواب: إذا اعتاد الناس الجلوس مع نسائهم في أوقات أخرى غير الثلاثة المذكورة في هذه الآية فتقاس على الأوقات المنصوصة؛ لأن العلة واضحة وهي خشية الاطلاع على ما لا ينبغي الاطلاع عليه.

(١) سؤال: هل يسقط هذا الواجب بحمل الأطفال وترغيبهم على الدراسة عند المرشدين والمرشدات؟

الجواب: من فعل ذلك فقد قام بما يجب عليه في باب الأدب أو بأكثره.

(٢) سؤال: هل الأمر في هذه الآية للأولياء، أم لمن بلغ من الأطفال؟ وما دليل ذلك؟

الجواب: وجه الخطاب إلى الأولياء بأن يأمروا أطفالهم الذين بلغوا الحلم بالاستئذان عند الدخول عليهم في أي وقت، وعلى هذا فالوجوب على الأولياء أولاً؛ لأن أولادهم حديثو عهد بالطفولة فلا يتم قيامهم بما أوجب الله عليهم كما ينبغي إلا بأمر الولي وهيبته.