محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفرقان

صفحة 153 - الجزء 3

  الأعمال الصالحة والإيمان بالله تعالى يوم القيامة أحسن من مقيل المشركين⁣(⁣١) ومستقرهم فهم في الجنة يتقلبون في نعيمها الدائم.

  {وَيَوْمَ⁣(⁣٢) تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ⁣(⁣٣) وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ٢٥ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ⁣(⁣٤) الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ٢٦} يصف الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بأن السماء ستتهاوى أجرامها وتتساقط أجسامها، وتتشقق وتتفطر، وسينزل الملائكة إلى الأرض، وذلك لأنها ستكون مكان الحشر والبعث، وسيتساوى عاليها بمنخفضها حتى تكون قاعاً واحدة فلا جبال ولا بحار، {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ١٠٧}⁣[طه]، فعندها سيكون الملك لله تعالى وحده، وهو الذي سيحكم بين الناس محسنهم ومسيئهم.

  ووصفه لنفسه بالرحمن هنا دون غيره من الأسماء يفيد أن من رحمته بعباده أنه لن يعذب إلا من جنى على نفسه وظلمها بما عمل من السيئات، وأنه سيتجاوز


(١) سؤال: ظاهر الآية تشارك المقيلين في الخيرية والأفضلية، فكيف؟ وهل في ذلك ضابط معين؟

الجواب: تأتي المشاركة في الأفضلية أو الخيرية كالتي في الآية ونحوها لتوبيخ المخاطب وتقريعه حيث اختار لنفسه الشر وطريق الشر، عند ذلك يحسن أن يقال له: {أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ}⁣[الفرقان: ١٥]، {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا ٧٣}⁣[مريم].

(٢) سؤال: ما العامل في «يوم» النصب؟

الجواب: العامل فيه النصب فعل مقدر تقديره: واذكر يوم تتشقق السماء بالغمام، فاليوم مفعول به.

(٣) سؤال: ما معنى تشققها بالغمام؟

الجواب: المعنى أنها تتشقق عن الغمام أي: يكثر انفطارها وتشققها فيحدث من ذلك غمام تنزل فيه الملائكة إلى الأرض يوم القيامة.

(٤) سؤال: ما العلة في توسيط الظرف «يومئذ» بين الموصوف والصفة «الملك» «الحق»؟

الجواب: العلة هي الاهتمام بذكر يوم القيامة وأنه المقصود بسياق الكلام.