سورة الفرقان
  عن الكثير ما دام(١) هناك أعمال صالحة يعملونها، وأنه سيجازي على الحسنة الصغيرة أحسن الجزاء، وكل هذا من رحمته العظيمة الواسعة بعباده، وأنه لن يعذب إلا الأشقياء المتمردين عليه والمتجرئين المتجاوزين لحدوده ومحارمه.
  {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ٢٧}(٢) وأن الظالم في ذلك اليوم سوف يعض يديه(٣) من شدة الندم والتحسر على تكذيبه بالنبي ÷ وعدم اتباعه ولكن حين لا ينفعه الندم.
  {يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ٢٨}(٤) وينادي على نفسه بالويل متندماً على اتخاذه ندماء السوء، ومصاحبته لهم؛ لأن أكثر ما يؤثر على المرء هو الصديق
(١) سؤال: هل قيد التوبة هنا وارد مع لو تفضلتم به؟
الجواب: قيد التوبة لا بد منه، فلا يتجاوز الله تعالى إلا عن التائبين، ورحمته خاصة بهم، وعظيم عفوه مقصور عليهم، فيعفو عن صغائرهم، ويتجاوز عما صدر منهم عن طريق الخطأ والنسيان، وفي القرآن الكثير مما يدل على ذلك، كقوله تعالى: {سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ١٣٣ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٣٥}[آل عمران].
(٢) سؤال: هل تشمل هذه الآية عصاة الموحدين؟ ولماذا؟
الجواب: نعم، تشمل أهل المعاصي الكبيرة من الموحدين؛ لأن اسم الظلم يشملهم بدليل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ...} الآية [آل عمران: ١٣٥]، وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ٦٤}[النساء]، وقوله: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}[الأنفال: ٢٥].
(٣) سؤال: هل هذا على ظاهره؟ أم أنه كناية عن التحسر والتندم؟
الجواب: كناية عن التحسر والتندم.
(٤) سؤال: ما إعراب: {يَاوَيْلَتَى}؟ وما إعراب: {خَلِيلًا}؟
=