سورة الفرقان
  والجليس، ولذا نهى الإسلام عن جلساء السوء وصحبتهم، وحثنا على اتخاذ الجلساء الصالحين.
  {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ(١) بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} فقد عرف الحق وعرف النبي ÷ وصدق ما جاء به غير أن جليسه هو الذي منعه من اتباعه وأغواه عن طريق الحق، وأنه لا زال يلقي في أذنيه بأنه ليس إلا كذاباً وليس إلا ساحراً، حتى أخرجه عن طريق الحق وأضله عنها.
  {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ٢٩} وأخبر الله تعالى أن الشيطان الذي اتبعوه لن ينفعهم وقت شدتهم ووقت حاجتهم إليه، فإذا جاء وقت الصدق فسيخذلهم، ولن يروا منه أي نصر أو دفاع، بل سيضيع عنهم.
  {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ٣٠} أخبر الله سبحانه وتعالى أن النبي ÷ سيشكو يوم القيامة قومه عند الله تعالى بأنه قد بلغهم القرآن وتلا عليهم آياته فرفضوا الاستماع إليه، وهجروا العمل بأحكامه وشرائعه؛ لأن المقصود بالقرآن هو العمل بأحكامه وما شرع فيه، لا تلاوته فقط ولو كان في تلاوته عبادة لله تعالى، ولكن الذي يتلوه ولا يعمل بأحكامه وشرائعه ليس له من الثواب شيء، وأما من يعمل بأحكامه فسيرى ثواب عمله ذلك ولو كان مقصراً في تلاوته(٢).
الجواب: «يا» حرف نداء، و «ويلتا» منادى مضاف إلى ياء المتكلم حذفت الياء وعوض عنها الألف. «خليلاً» المفعول الثاني لأتخذ.
(١) سؤال: ما المراد بالذكر في هذه الآية؟
الجواب: المراد بالذكر: الذكر الذي جاء به النبي ÷، وهو القرآن.
(٢) سؤال: وهل يحمل أيضاً ما ورد من الأحاديث فيمن أوتي آية ثم نسيها على هذا المحمل، وهو ترك العمل أم لا؟
الجواب: نعم، يحمل على ذلك.