سورة الفرقان
  سبحانه وتعالى أن المشركين لن يأتوه بأيِّ اقتراح(١)، أو يفترضوا عليه أيَّ رأي إلا وسيوحي إليه بالجواب الذي سيقنعهم ويسكتهم.
  {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا(٢) وَأَضَلُّ سَبِيلًا ٣٤} ثم أخبرَ نبيَّه ÷ بأنه لن يدخل جهنم إلا شرار الناس، وقد نسب الشر إلى مكانهم هنا مبالغة في تناهيهم في الشر والضلال.
  يقارن الله سبحانه وتعالى هنا بين المؤمنين والمشركين بأن المشركين أهل ضلال وشر بأعمالهم التي يعملونها من عبادة الأحجار التي ينحتونها بأيديهم، بينما المؤمنون يعبدون الله الذي خلق كل شيء وقدره تقديراً، فهم أهدى سبيلاً وأنجى عاقبة.
  {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} ثم عَقَّبَ الله سبحانه وتعالى ذلك بذكر ما جرى على أنبيائه من التكذيب والأذى؛ ليسلي على نبيه ÷ فتهون عليه مصيبته، فبدأ بذكر موسى # وأخيه هارون.
  {وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا ٣٥}(٣) وأخبر أنه قد أرسل معه أخاه هارون ليكون ظهيراً له، يعينه في تحمل عبء الرسالة وتكاليفها.
(١) سؤال: ما وجه إطلاق المثل على المقترح؟
الجواب: أطلق عليه لما فيه - أي: المقترح - من الغرابة والمثل يطلق على الكلام الغريب.
(٢) سؤال: من فضلكم ما إعراب: {مَكَانًا}؟ وكيف يكون الحشر على الوجوه؟
الجواب: «مكاناً» تمييز، والحشر هو بسحبهم على وجوههم إلى جهنم.
(٣) سؤال: ما إعراب {وَزِيرًا}
الجواب: «وزيراً» مفعول ثان لجعلنا.
سؤال: قد يفهم بعض الناس أن الوزارة دون مرتبة النبوة التي أثبتها القرآن في غير موضع، فيفهم التعارض، فكيف يجاب عليه؟
الجواب: جعل الله هارون معيناً لموسى في أداء رسالته وجعله نبياً أيضاً ولا منافاة بين ذلك، ويفهم من ذلك أن منزلة هارون دون منزلة موسى @، والأمر كذلك ولا يفهم من ذلك أنه ليس بنبي.