سورة الفرقان
  {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} وأخبره بأنه أرسلهما إلى فرعون وقومه؛ لأنهم كانوا قد بلغوا الغاية في الظلم والطغيان والتعدي لحدود الله ومحارمه.
  {فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا ٣٦} ثم إن الله سبحانه وتعالى أخذهم بسبب تكذيبهم بموسى وهارون، وأنزل عليهم عذابه وسخطه، وأنت يا محمد فاصبر على قومك وأذاهم فسوف يلحقهم مثل ما لحق آل فرعون من الهلاك والدمار.
  {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً}(١) ثم عقب ذلك بذكر قصة نوح وما جرى عليه من قومه من التكذيب، وأنه كانت عاقبتهم أن أهلكهم الله سبحانه وتعالى وأغرقهم جميعاً؛ ليكونوا لمن خلفهم آية يعتبرون بهم.
  {وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ٣٧} فاصبر يا محمد على أذى قومك، فعما قريب سيحل بهم العذاب الأليم، فقد أعد الله عذاب قومك.
  {وَعَادًا وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ٣٨}(٢) وكذلك ما جرى على قبائل عاد وثمود وأصحاب الرس وغيرهم كثير من الأمم والأجيال قد أهلكناهم ودمرناهم بسبب تكذيبهم بأنبيائهم. وأصحاب الرس هم أهل مدين(٣).
(١) سؤال: ما وجه النصب في {قَوْمَ نُوحٍ}؟ وما فائدة تقديم الجار والمجرور على متعلقه {لِلنَّاسِ آيَةً}؟
الجواب: نصب «قوم نوح» على الاشتغال أي: وأغرقنا قوم نوح. وقدم «للناس» على «آية» للإشارة إلى أن الغرض الهام من الآية هو من أجل أن يعتبر بها الناس.
(٢) سؤال: علام نصب «عاداً» وما بعده؟
الجواب: منصوب بـ «أهلكنا» مقدر.
(٣) سؤال: هل تقصدون قوم شعيب # أم أنهم غيرهم في تلك البلاد؟ وهل عرف زمانهم وقصتهم؟
الجواب: هم قوم شعيب # وقيل: إنهم غيرهم، وقد ذكر الله قصة شعيب مع قومه في القرآن الكريم، وقد قيل: إن آثارهم لا زالت إلى اليوم حول ساحل خليج العقبة، والله أعلم.