محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفرقان

صفحة 160 - الجزء 3

  {وَكُلًّا⁣(⁣١) ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ} وأخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن هذه الأمم المكذبة بأنبيائها قد قصصنا عليها مثل ما قصصنا عليك من أخبار الأمم التي سبقتها، وما جرى عليهم بسبب تكذيبهم، وكيف كانت عاقبتهم، ولكنهم جميعاً لم يعتبروا فعذبناهم جزاءً على ذلك.

  {وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ٣٩} أهلكناهم جميعاً وعذبناهم واستأصلناهم، فأنت يا محمد فاصبر فعما قريب سيحل بقريش مثل ما حل بمن سبقهم من الأمم؛ لأنه كما قلنا قد طال زمان انتظاره ~ وعلى آله للفرج من عند الله، وقد مكث على تلك الحال من الشدة والضعف هو وأصحابه نحواً من عشر سنين، بينما كان يرى المشركين خلال ذلك في زيادة وكثرة وقوة مع مرور الزمان.

  {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا ٤٠} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن قريشا كانوا يمرون في طريق أسفارهم إلى بلاد الشام على تلك القرية التي أمطرها الله بعذابه وهي القرية الكبيرة من قرى⁣(⁣٢) قوم لوط وهي سدوم، فاستنكر الله سبحانه وتعالى عليهم لماذا لا يعتبرون بما رأوا، وما حل بأهل تلك القرية التي أمطرت مطر السوء، والذي جَرَّأهم على التكذيب وعدم الاعتبار هو أنهم لا يؤمنون بيوم الحساب.

  {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا} وأخبره أن قريشاً إذا نظرت إليك يا محمد فإنما ينظرون إليك نظر استهزاء واحتقار، ويجعلونك محل سخريتهم واستهزائهم.


(١) سؤال: ما إعراب «كلاً»؟

الجواب: منصوب على الاشتغال أي: ذكرنا كلاً.

(٢) سؤال: هل تعرف هذه القرى بأسمائها الآن فما هي؟

الجواب: يذكر المفسرون قرية سدوم، ولعل أسماء بقية قرى قوم لوط معروفة بأسمائها اليوم، والله أعلم.