محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفرقان

صفحة 161 - الجزء 3

  {أَهَذَا⁣(⁣١) الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ٤١}⁣(⁣٢) هذا تفسير الهزؤ الذي يستهزئون به والاحتقار الذي يحتقرونه به، فذكر أنهم كانوا يقولون: أهذا الفقير يتيم أبي طالب هو الذي يدعي أنه نبي مبعوث من عند الله؟! أما رأى الله تعالى إلا هذا ليجعله محل نبوته ورسالته؟! يتضاحكون بذلك.

  {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا⁣(⁣٣) عَلَيْهَا} وكانوا يقولون: إن محمداً قد أوشك أن يدخلنا في ضلاله وسحره، لولا زكاء عقولنا، وقوة إيماننا بآلهتنا، وتمسكنا بديننا.

  {وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ٤٢} فرد الله سبحانه وتعالى عليهم بأنهم عما قريب سيعلمون من هو الذي في طريق الحق، ومن هو الذي في طريق الضلال.

  {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ⁣(⁣٤) أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ٤٣} أخبرني يا محمد عن ذلك الذي يتبع هوى نفسه، ويميل معها حيثما مالت به، هل تستطيع أن


(١) سؤال: هل يعني أن هذه الجملة لا محل لها؛ لأنها جواب سؤال مقدر؟

الجواب: لا محل لها؛ لما ذكرتم.

(٢) سؤال: أين العائد للموصول الذي في الآية؟ وما إعراب {رَسُولًا

الجواب: العائد محذوف أي: بعثه الله رسولاً، و «رسولاً» حال.

(٣) سؤال: ما إعراب: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا}؟ وما محل المصدر: {أَنْ صَبَرْنَا

الجواب: «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن مستتر، وجملة «كاد ليضلنا» خبرها، ومحل المصدر الرفع مبتدأ.

(٤) سؤال: فضلاً لم أخر «هواه»، والأصل: اتخذ الهوى إلهاً؟

الجواب: قدم «إلهه» لأن ذكره أهم من حيث أن الإلهية هي مركز الاستنكار.

سؤال: ما المسوغ لإطلاق الآلهة على الهوى بالنسبة لمتبع الهوى؟

الجواب: المسوغ لذلك أنهم جعلوا للهوى من الطاعة والانقياد ما لا ينبغي إلا لله.