سورة الفرقان
  {أَهَذَا(١) الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ٤١}(٢) هذا تفسير الهزؤ الذي يستهزئون به والاحتقار الذي يحتقرونه به، فذكر أنهم كانوا يقولون: أهذا الفقير يتيم أبي طالب هو الذي يدعي أنه نبي مبعوث من عند الله؟! أما رأى الله تعالى إلا هذا ليجعله محل نبوته ورسالته؟! يتضاحكون بذلك.
  {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا(٣) عَلَيْهَا} وكانوا يقولون: إن محمداً قد أوشك أن يدخلنا في ضلاله وسحره، لولا زكاء عقولنا، وقوة إيماننا بآلهتنا، وتمسكنا بديننا.
  {وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ٤٢} فرد الله سبحانه وتعالى عليهم بأنهم عما قريب سيعلمون من هو الذي في طريق الحق، ومن هو الذي في طريق الضلال.
  {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ(٤) أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ٤٣} أخبرني يا محمد عن ذلك الذي يتبع هوى نفسه، ويميل معها حيثما مالت به، هل تستطيع أن
(١) سؤال: هل يعني أن هذه الجملة لا محل لها؛ لأنها جواب سؤال مقدر؟
الجواب: لا محل لها؛ لما ذكرتم.
(٢) سؤال: أين العائد للموصول الذي في الآية؟ وما إعراب {رَسُولًا}؟
الجواب: العائد محذوف أي: بعثه الله رسولاً، و «رسولاً» حال.
(٣) سؤال: ما إعراب: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا}؟ وما محل المصدر: {أَنْ صَبَرْنَا}؟
الجواب: «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن مستتر، وجملة «كاد ليضلنا» خبرها، ومحل المصدر الرفع مبتدأ.
(٤) سؤال: فضلاً لم أخر «هواه»، والأصل: اتخذ الهوى إلهاً؟
الجواب: قدم «إلهه» لأن ذكره أهم من حيث أن الإلهية هي مركز الاستنكار.
سؤال: ما المسوغ لإطلاق الآلهة على الهوى بالنسبة لمتبع الهوى؟
الجواب: المسوغ لذلك أنهم جعلوا للهوى من الطاعة والانقياد ما لا ينبغي إلا لله.