محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفرقان

صفحة 162 - الجزء 3

  تمنعه عن ذلك أو أن تحاسبه؟ وهل تستطيع أن تدخله في الهدى والإيمان؟

  فاتركه يختار الطريق التي أراد فمرجعه إلينا وسنحاسبه ونجازيه، أما أنت فقد أديت ما عليك من التبليغ.

  {أَمْ⁣(⁣١) تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ} أم تظن يا محمد أنهم يسمعون الهدى الذي تأتيهم به أو يتفكرون في الآيات التي تتلوها عليهم.

  {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ} فما حالهم إلا كحال البهائم لا يفقهون شيئاً مما تقول، {بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ٤٤} بل إن الأنعام أفضل حالاً منهم.

  {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} ألم تنظر إلى آيات ربك التي جعلها لعباده في الأرض دالة على عظمته وجلاله وقدرته، فلماذا لا تنظرون وتتفكرون فيها؟

  ثم أخبرهم كيف يتفكرون فأمرهم أن ينظروا إلى ظل الأشياء كيف يكون في أول النهار ممدوداً، ثم يبدأ في التناقص إلى أن ينتهي، ثم يزيد، وهكذا.

  {وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} وأنه لو شاء لأمسك الشمس مكانها فلا يتحرك ذلك الظل أو يزيد أو ينقص.

  {ثُمَّ جَعَلْنَا⁣(⁣٢) الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ٤٥}⁣(⁣٣) وأن الظل هذا الذي ترونه يأتي


(١) سؤال: ما معنى الاستفهام في هذه الآية: {أَمْ تَحْسَبُ ...} إلخ؟

الجواب: الاستفهام استنكاري.

(٢) سؤال: فضلاً علام عطف هذا الفعل؟

الجواب: عطف على: {مَدَّ الظِّلَّ}.

(٣) سؤال: لم يظهر لبعض المرشدين كون الشمس دليلاً على الظل وأن معناه أنها سبب فيه، فلو وضحتموه أكثر، أيدكم الله بتأييده؟

الجواب: الظل المذكور هنا آية من آيات الله الدالة على قدرته وعلمه وحكمته وعظيم رحمته، يجيء مع مجيء الشمس، وينتهي بمغيبها، فهو ملازم للشمس، ولا يكون له وجود إلا إذا كانت الشمس في السماء، وقوله: {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ٤٥} يدل على أن آية الشمس أعظم وأكبر من =