محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البقرة

صفحة 155 - الجزء 1

  شراء⁣(⁣١)، ولا صداقة، {وَلَا شَفَاعَةٌ} يشفع أحد لأحد، {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٢٥٤}⁣(⁣٢) هم الذين ظلموا أنفسهم وبخسوها حظها، وأوبقوها في سخط الله.

  {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حي قيُّوم، معناه: قائم بتدبير مخلوقاته في السماوات والأرض وما فيهما من الخلق والرزق والإماتة والإحياء، لا يغفل لحظة واحدة عن ملكوته.

  {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} السنة: هي الغفلة أو خفقات النوم، فلا تعتريه غفلة –خفقة نوم - ولا نوم، وهناك رواية لا أعلم بصحتها وهي أن موسى # سأل ربه: هل ينام ربنا؟ فأمر الله موسى # أن يمكث ثلاث ليالٍ لا ينام، وأمره بأخذ قارورتين وأن يقبضهما في يده، فأرسل الله عليه النوم فأفلتت من يده وتكسرت؟ وذلك لأجل أن يستيقن موسى # من نفسه أن الله لا تأخذه سنة ولا نوم، فكيف يدير شؤون السماوات والأرض وينام؟ فلو حصل ذلك لحدث خراب وفوضى، ولاختل توازن الكون.

  {لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} فكيف تأخذه السنة والنوم وله ما فيهما؟ إذاً لذهب كل شيء من تحت قدرته، ولتخلخلت أجرام السماوات والأرض وتهاوت وفسد الكون.

  {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} لعظمته وجلاله وكبريائه لا أحد يشفع عنده ويطلبه إلا إذا أذن له في الكلام والشفاعة.


(١) – سؤال: ما هي الفائدة من نفي البيع والشراء في يوم الحساب؟

الجواب: يتوصل الإنسان في الدنيا إلى ما تشتهيه نفسه من متاع الدنيا بالبيع والشراء أو بواسطة الأصدقاء والأصحاب، فنفى الله تعالى حصول ذلك يوم القيامة؛ ليستعد المكلفون لهذا اليوم بالأعمال الصالحة.

(٢) – سؤال: قد يؤخذ من الآية الحصر بأنه لا ظالم إلا الكافر، فكيف يجاب على ذلك؟

الجواب: هو حصر ادعائي مثل قولك: «زيد هو العالم»، أي: أن الكافرين هم الكاملون في الاتصاف بصفة الظلم.