محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البقرة

صفحة 156 - الجزء 1

  {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} فهو عالم بما بين أيدينا وهو الوقت الحاضر، وما خلفنا وهو ما قد مضى.

  {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} في المستقبل وهو محيط بهذه الأشياء علم الله محيط بكل ما حصل في الزمن الماضي، وما اشتمل عليه الزمن الحاضر، وما سيأتي في الزمن المستقبل {إِلَّا بِمَا شَاءَ} بما أوحى إلى أنبيائه وأخبرهم {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ} وسع علمه السماوات والأرض وما فيهما.

  {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} لا يثقله حفظ السماوات والأرض وما فيهما.

  {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ٢٥٥} العلي عن مشابهة المخلوقين فلا يسهو ولا يغفل ولا يتعب ولا يشغله شأن عن شأن، ولا يعجزه شيء ولا تخفى عليه خافية، {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}⁣[الأنعام].

  {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}⁣(⁣١) الدين ليس بالإكراه، بعث الله الأنبياء تبلغ الناس دينهم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فمن أراد أن يتبع الرشد اتبعه، ومن أراد أن يتبع الغي اتبعه.

  {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٢٥٦} والطاغوت: هو كل ما عبد من دون الله، فمن يكفر به ويؤمن بالله فقد تمسك بالحبل الوثيق الذي لا ينقطع، والله سميع عليم يسمع أقوالهم، ويعلم أعمالهم، وسيجازيهم عليها.


(١) – سؤال: كيف يمكن التوافق بين هذه الآية وبين الآيات التي ظاهرها أنهم يُكْرَهون على الدخول في الدين نحو {وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ

الجواب: أمر الله تعالى المؤمنين بالقتال حتى تكون كلمة الله هي العليا، فقاتلوا المشركين حتى قهروهم، ولم يؤمروا بإدخال الإيمان في قلوبهم كرهاً، وأمروا بقتال أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، والمروي عن أمير المؤمنين # أنه قال عن قريش: «والله ما أسلموا ولكن استسلموا».