محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفرقان

صفحة 164 - الجزء 3

  وأيضاً أمرهم أن ينظروا كيف أضاء لهم النهار وجعله مبصراً ليستطيعوا أن ينظروا إلى أمور معايشهم ويهتدوا إلى أرزاقهم، ويتنقلوا في الأرض ليبتغوا من فضل ربهم وما جعل لهم من الرزق فيها، فكيف يكون حالهم لو سلب الله تعالى عنهم هذه النعمة العظيمة؟ وكيف سيهتدون إلى أرزاقهم ومعايشهم؟

  يحثهم الله سبحانه وتعالى أن ينظروا في آياته هذه ليرجعوا إليه ويتوجهوا بعبادتهم إليه وحده، ويتركوا عبادة الأصنام التي لا تملك شيئاً، أو تهتدي إلى شيء.

  {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} وأخبرهم أنه هو الذي يرسل الرياح لا الأصنام التي يعبدونها.

  {بُشْرًا⁣(⁣١) بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} وأنه يرسلها لتبشر الناس بنزول المطر، وهو المراد برحمته، وبين يدي رحمته يعني قبيل نزول المطر.

  {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ٤٨} وأنه هو الذي ينزل لكم من جهة السماء الماء الطهور الذي تشربونه وتتطهرون به وتسقون منه أشجاركم وأنعامكم ودوابكم.

  {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا}⁣(⁣٢) وأنه ينزله لأجل أن يحيي به البلاد التي ماتت من الجدب.


(١) سؤال: ما إعراب {بُشْرًا}؟ وكيف يكون معناها على القراءة الأخرى: {نُشُراً} بالنون؟

الجواب: «بشراً» حال كقوله تعالى: {يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ}⁣[الروم: ٤٦]. و «نشراً» بالنون: حال أيضاً ومعناها كالمعنى في قوله تعالى: {وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ٣}⁣[المرسلات]، أي: حال كونها تنشر السحاب في الجو.

(٢) سؤال: ما الوجه في تذكير هذه الصفة {مَيْتًا

الجواب: ذكرت الصفة لأن البلدة في معنى البلد فجاءت الصفة على المعنى الذي يسمى في غير القرآن على التوهم.