محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البقرة

صفحة 157 - الجزء 1

  {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} ناصرهم، يهديهم ويخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام والهدى.

  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ} أما الكافرون فأنصارهم طواغيتهم التي يعبدونها من دون الله، يزينون لهم الضلال، ويجرونهم إلى ظلمات الباطل، وأودية الهلاك، {يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} يصدونهم عن اتباع رسل الله وأنبيائه، وعن اتباع هدي القرآن إلى اتباع ضلالهم وباطلهم الذي زينوه لهم.

  {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٥٧}.

  {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ}⁣(⁣١) قص الله تعالى على نبيه محمد ÷ قصة ملك بابل واسمه نمرود ليخفف عليه ألم الصدمة التي لقيها من قومه حين كذبوه وردوا دعوته وآذوه وصدوا عنه واستهزئوا به وتمردوا عليه ونصبوا له العداء، فذكر تعالى له ÷ أن أباه إبراهيم # لقي من قومه الذين أرسله الله إليهم مثل ما لقي.

  وقد وفر الله تعالى للملك نمروذ أسباب الملك فتجبر وتكبر، وادعى الإلهية، فحاججه إبراهيم # بالحجج القاهرة الدالة على عظمة الله وقدرته وعلمه وحكمته، وأبطل بحجته إلهية ما سواه، ولكن الملك استكبر وتعاظم ولم يستطع رد حجج إبراهيم القاهرة.

  {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}⁣(⁣٢) وذلك أنه كان عنده سجينان قتل واحداً منهما والآخر أطلق سراحه، فقال الملك: انظر يا إبراهيم فقد أمت واحداً وأحييت واحداً.


(١) – سؤال: ما موضع قوله: {أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} من الإعراب؟

الجواب: موضع ذلك الجر بلام التعليل، أي: أن الملك الذي أعطاه الله كان سبباً في تكبره وكفره.

(٢) – سؤال: هل «إذ» ظرف للفعل «ترى» في قوله: «ألم تر»؟ أم ما موقعها؟

الجواب: موقعها النصب بدلاً من محل «إلى الذي»، ومحله النصب مفعول به.