سورة البقرة
  {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} ناصرهم، يهديهم ويخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام والهدى.
  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ} أما الكافرون فأنصارهم طواغيتهم التي يعبدونها من دون الله، يزينون لهم الضلال، ويجرونهم إلى ظلمات الباطل، وأودية الهلاك، {يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} يصدونهم عن اتباع رسل الله وأنبيائه، وعن اتباع هدي القرآن إلى اتباع ضلالهم وباطلهم الذي زينوه لهم.
  {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٥٧}.
  {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ}(١) قص الله تعالى على نبيه محمد ÷ قصة ملك بابل واسمه نمرود ليخفف عليه ألم الصدمة التي لقيها من قومه حين كذبوه وردوا دعوته وآذوه وصدوا عنه واستهزئوا به وتمردوا عليه ونصبوا له العداء، فذكر تعالى له ÷ أن أباه إبراهيم # لقي من قومه الذين أرسله الله إليهم مثل ما لقي.
  وقد وفر الله تعالى للملك نمروذ أسباب الملك فتجبر وتكبر، وادعى الإلهية، فحاججه إبراهيم # بالحجج القاهرة الدالة على عظمة الله وقدرته وعلمه وحكمته، وأبطل بحجته إلهية ما سواه، ولكن الملك استكبر وتعاظم ولم يستطع رد حجج إبراهيم القاهرة.
  {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}(٢) وذلك أنه كان عنده سجينان قتل واحداً منهما والآخر أطلق سراحه، فقال الملك: انظر يا إبراهيم فقد أمت واحداً وأحييت واحداً.
(١) – سؤال: ما موضع قوله: {أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} من الإعراب؟
الجواب: موضع ذلك الجر بلام التعليل، أي: أن الملك الذي أعطاه الله كان سبباً في تكبره وكفره.
(٢) – سؤال: هل «إذ» ظرف للفعل «ترى» في قوله: «ألم تر»؟ أم ما موقعها؟
الجواب: موقعها النصب بدلاً من محل «إلى الذي»، ومحله النصب مفعول به.