سورة الشعراء
  إلى فرعون، وما لاقاه من عناء تكذيبهم وتمردهم؛ ليهون عليه المصيبة التي هو فيها من أذى قومه وتكذيبهم وتمردهم واستهزائهم؛ لأنه إذا عرف ما لاقاه موسى هانت عليه مصيبته.
  وقد أرسل الله تعالى موسى إلى فرعون وقومه ليدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى، ولاستنقاذ بني إسرائيل من قبضته وسيطرته.
  {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ ١٢}(١) عندما أمره الله بذلك خاف من عدم تصديقهم له.
  {وَيَضِيقُ(٢) صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي} وكان موسى يعاني من انحباس في الكلام إذا غضب من شيء أو تأزمت نفسيته.
  {فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ ١٣} فطلب من الله تعالى أن يؤيده بأخيه هارون فيجعله نبياً؛ ليعينه(٣) على تبليغ حجته ورسالته إلى فرعون وقومه.
  {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ١٤} وتعلل أيضاً بأنه مدين لهم بدم رجل من آل فرعون كان قد قتله، وأنه خائف إن هم رأوه أن يأخذوا بثأرهم منه.
= محل لها من الإعراب جملة التفسير، والهمزة للاستفهام الاستنكاري، ولا نافية، وفي هذا الاستفهام وجملته معنى التعجب.
(١) سؤال: ما الوجه في حذف ياء المتكلم هنا؟ وهل هي قاعدة مطردة أم لا؟
الجواب: الوجه هو التخفيف. وهو جار باطراد، ودليل ذلك وقوعه في القرآن بكثرة.
(٢) سؤال: يقال: ظاهر هذا الفعل أنه معطوف على الفعل المنصوب: {يُكَذِّبُونِ} فما الوجه في رفعه؟
الجواب: الوجه في رفعه أنه لم يرد إدخال ضيق صدره في معمول الخشية؛ لأن ضيق صدره معلوم، وليس متوقعاً على سبيل الظن.
(٣) سؤال: يقال: ظاهر هذه الآية أنه تبرم واستقال من الدعوة برمتها، فمن أين نفهم أنه إنما أراد أن يعينه؟
الجواب: يفهم ذلك من ذكر قصته في سورة طه، والقرآن يفسر بعضه بعضاً.