سورة الشعراء
  {قَالَ كَلَّا} فأجاب الله سبحانه وتعالى عليه بأنه لن يحصل له أي شيء من ذلك، وأنه لن يصيبه أي أذى منهم.
  {فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ ١٥} وأمره أن يذهب إلى فرعون مؤيداً بأخيه هارون ليعينه على ذلك، وطمأنه بأنه لن يلحقهما أي سوء أو مكروه فهما تحت حراسته. والآيات هي العصا واليد.
  {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ(١) رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٦} وأمرهما عند وصولهما إليه أن يبلغاه بأنهما مرسلان إليه من عند الله تعالى.
  {أَنْ(٢) أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ١٧} هذه هي الرسالة التي كلفهما الله سبحانه وتعالى بها إلى فرعون، وهي أن الله تعالى يأمره بأن يسلم بني إسرائيل إلى موسى وهارون وبأن يترك تعذيبهم.
  {قَالَ أَلَمْ(٣) نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ١٨} استنكر فرعون على موسى طلبه هذا، والأوامر التي يوجهها إليه مع أنه ولي نعمته والذي رباه في رغد العيش وأحسنه من صغره إلى أن صار رجلاً كاملاً، وأنه كان من المفروض أن يُقْبِل عليه بالشكر والامتنان، والخضوع والانقياد، لا أن يقابل ذلك بالكفر والجحود، ونكران الجميل.
(١) سؤال: ما الوجه في إفراد الخبر {رَسُولُ} مع أنهما اثنان؟
الجواب: قد وجهوا ذلك بأنه أفرد «رسول» لأنه أريد به المصدر، أي: إنا رسالة رب العالمين، ورسول أصله مصدر، فأفرد نظراً لأصله.
(٢) سؤال: ما معنى «أن» في هذه الآية؟
الجواب: «أن» هي المفسرة.
(٣) سؤال: هل الاستفهام هذا إنكاري أو تقريري؟
الجواب: يقال في مثل هذا: تقرير لما بعد النفي، أو لإنكار النفي.