محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 187 - الجزء 3

  العالمين هو ربكم ورب آبائكم الأولين.

  {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي⁣(⁣١) أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ٢٧} يخاطب فرعون قومه لأنه خاف أن يكونوا قد اقتنعوا بكلامه فقال لهم: إن موسى مجنون يتكلم بكلام المجانين فلا تصدقوه.

  {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ⁣(⁣٢) وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ٢٨} فيجيب موسى مرة ثالثة معرِّفاً لله تعالى بآياته الدالة عليه، والتي يَعْرِفها كل من نظر وتفكر بعقله فيها.

  {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ⁣(⁣٣) إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ٢٩} فعند ذلك تهدده فرعون بالسجن والقتل إن لم يقلع عن ادعاءاته هذه، ويرجع إلى عبادته.

  {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ⁣(⁣٤) بِشَيْءٍ مُبِينٍ ٣٠} فأجاب موسى: فهل ستصدقونني إن جئتكم بدليل وحجة واضحة تدل على صدقي ونبوتي.


(١) سؤال: فضلاً ما النكتة في تعريفه باسم الموصول في قوله: {الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ

الجواب: النكتة - والله أعلم - هي السخرية والاستهزاء بموسى حين قال لهم إنه رسول من عند الله إليهم.

(٢) سؤال: ما هو المراد بالمشرق والمغرب؟

الجواب: المراد مكان الشروق والغروب وما بينهما من الأمم والأرض والبحار والممالك.

(٣) سؤال: يقال: هل في هذا دليل واضح على ادعاء فرعون للربوبية والألوهية؟ إن كان فكيف نجمع بينه وبين قوله: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ}⁣[الأعراف: ١٢٧]؟

الجواب: قالوا: إن فرعون كان قد جعل لقومه أصناماً يعبدونها أما هو فقال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ٢٤}⁣[النازعات]، أي: ربهم ورب آلهتهم التي وضعها ليعبدوها.

(٤) سؤال: لو تفضلتم بتفصيل القول في قوله: {أَوَلَوْ جِئْتُكَ} بالإعراب، وما يترتب عليه؟

الجواب: الهمزة للاستفهام دخلت على فعل محذوف، أي: أتفعل ذلك - أي: سجني -، والواو واو الحال، والجملة بعدها حالية، أي: أتفعل ذلك ولو جئتك ببرهان ساطع.