سورة الشعراء
  العالمين هو ربكم ورب آبائكم الأولين.
  {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي(١) أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ٢٧} يخاطب فرعون قومه لأنه خاف أن يكونوا قد اقتنعوا بكلامه فقال لهم: إن موسى مجنون يتكلم بكلام المجانين فلا تصدقوه.
  {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ(٢) وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ٢٨} فيجيب موسى مرة ثالثة معرِّفاً لله تعالى بآياته الدالة عليه، والتي يَعْرِفها كل من نظر وتفكر بعقله فيها.
  {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ(٣) إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ٢٩} فعند ذلك تهدده فرعون بالسجن والقتل إن لم يقلع عن ادعاءاته هذه، ويرجع إلى عبادته.
  {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ(٤) بِشَيْءٍ مُبِينٍ ٣٠} فأجاب موسى: فهل ستصدقونني إن جئتكم بدليل وحجة واضحة تدل على صدقي ونبوتي.
(١) سؤال: فضلاً ما النكتة في تعريفه باسم الموصول في قوله: {الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ}؟
الجواب: النكتة - والله أعلم - هي السخرية والاستهزاء بموسى حين قال لهم إنه رسول من عند الله إليهم.
(٢) سؤال: ما هو المراد بالمشرق والمغرب؟
الجواب: المراد مكان الشروق والغروب وما بينهما من الأمم والأرض والبحار والممالك.
(٣) سؤال: يقال: هل في هذا دليل واضح على ادعاء فرعون للربوبية والألوهية؟ إن كان فكيف نجمع بينه وبين قوله: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ}[الأعراف: ١٢٧]؟
الجواب: قالوا: إن فرعون كان قد جعل لقومه أصناماً يعبدونها أما هو فقال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ٢٤}[النازعات]، أي: ربهم ورب آلهتهم التي وضعها ليعبدوها.
(٤) سؤال: لو تفضلتم بتفصيل القول في قوله: {أَوَلَوْ جِئْتُكَ} بالإعراب، وما يترتب عليه؟
الجواب: الهمزة للاستفهام دخلت على فعل محذوف، أي: أتفعل ذلك - أي: سجني -، والواو واو الحال، والجملة بعدها حالية، أي: أتفعل ذلك ولو جئتك ببرهان ساطع.