محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 190 - الجزء 3

  {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ٤٥}⁣(⁣١) فألقى موسى عصاه فالتهمت جميع ما ألقوا به في الساحة من السحر.

  {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ٤٦ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ٤٧ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ٤٨} اندهش⁣(⁣٢) السحرة مما رأوا، واستيقنوا أن ما جاء به موسى ليس من السحر في شيء، وأنها آية من آيات الله تعالى ومعجزاته الخارجة عن حد قوى البشر؛ لأنهم عالمون بالسحر وكيفيته وعمله، فتيقنوا أن ما جاء به هو من عند الله تعالى، فآمنوا به من فورهم وساعتهم.

  {قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} فصاح بهم فرعون مستنكراً عليهم كيف يؤمنون به قبل أن يأذن لهم بذلك.

  {إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ}⁣(⁣٣) واتهمهم بأن ما فعلوه مؤامرة دبروها هم وموسى قبل خروجهم؛ ليضللوا على الناس ويُلَبِّسُوا عليهم ويخرجوهم عن دينهم، وهذا لم يكن من فرعون إلا مراوغةً، وليموِّه على الناس بهذا الكلام، وأما في الحقيقة فقد عرف صدق آيته هذه، وأنه لم يكن بينه وبينهم أي علاقة من قبل.


(١) سؤال: هل إطلاق الإفك على ما ألقوه يشعر بخزيهم وبطلان سحرهم؟

الجواب: نعم، ذلك يشعر بما ذكرتم.

(٢) سؤال: هل اندهاشهم وقهر المعجزة لهم السبب في التعبير بالمجهول في قوله: {فَأُلْقِيَ}، فلو تفضلتم بتفصيل القول فيه؟

الجواب: نعم، اندهاشهم بما رأوا من المعجزة القاهرة هو السر في التعبير بالمجهول في قوله: «فألقي»، وذلك من حيث أنه شبههم في سرعة خضوعهم للحق وإيمانهم بما رأوا من المعجزة وتذللهم لله بالسجود له - بمن ألقي وطرح على وجهه بغير اختياره تشبيهاً مضمراً في النفس، فتكون استعارة مكنية، وقرينتها هي قوله «أُلْقِي».

(٣) سؤال: ما الوجه في فصل هذه الجملة عن التي قبلها؟

الجواب: فصلت لأن الجملة الأولى إنشائية وفيها استفهام إنكاري.