محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 191 - الجزء 3

  {فَلَسَوْفَ⁣(⁣١) تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ⁣(⁣٢) وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ٤٩} وتهددهم بأنه سوف يقتلهم ويعذبهم ويصلبهم جزاءً على ما دبروه هم وموسى من السحر.

  {قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ ٥٠}⁣(⁣٣) لم يبالوا بتهديد فرعون ووعيده لهم؛ لأنهم قد أيقنوا بالله تعالى وعرفوه حق معرفته، وقد استحكم الإيمان في قلوبهم، وأنهم سيرجعون إلى الله تعالى.

  {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ٥١}⁣(⁣٤) وأنهم طامعون في الله تعالى وفي رحمته بأنه سيغفر لهم ما قد سلف من ذنوبهم بسبب إيمانهم أول الناس بموسى، ثم إن فرعون قتلهم بعد ذلك وصلبهم، رحمة الله عليهم ورضوانه.


(١) سؤال: ما هي هذه اللام التي دخلت على «سوف»؟ وما فائدة قوله: «لسوف تعلمون» مع تمام المعنى لو قال: فلأقطعن ... إلخ؟

الجواب: اللام: في جواب قسم محذوف وفائدة قوله: «لسوف تعلمون» زيادة التهويل والتخويف والوعيد من حيث الإبهام، فإذا جاء تفصيل الوعيد من بعدُ حصلت زيادة الوعيد والتهويل.

(٢) سؤال: ما محل الجار والمجرور في قوله: {مِنْ خِلَافٍ

الجواب: محله النصب على الحال.

(٣) سؤال: يقال: ما الوجه في انفصال جملة: {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا} عما قبلها؟ وما الوجه في فصل جملة: {إِنَّا نَطْمَعُ ...

الجواب: فصلت لأنها كالعلة لما قبلها أي: في جواب سؤال مقدر عن العلة، وفصلت: {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا ...} لأنها من الجملة الأولى بمنزلة عطف البيان.

(٤) سؤال: يقال: كيف عدي الفعل: {نَطْمَعُ} إلى المفعول «المصدر» بدون واسطة، والظاهر في الاستعمال أنه لا يتعدى إلا بـ «في»؟

الجواب: التقدير: نطمع في أن يغفر لنا، فالمصدر مجرور بـ «في»، أو منصوب بنزع الخافض.