محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 193 - الجزء 3

  أخرجهم من النعيم الذي هم فيه ورغد العيش الذي يتقلبون فيه، وذلك عند لحوقهم بموسى وقومه، وحصول ما حصل عليهم من الغرق في البحر، والمراد أن ذنوبهم هي التي أحاطت⁣(⁣١) بهم حتى جعلتهم يخرجون للَّحاق بموسى وبني إسرائيل، ثم يغرقون في البحر.

  {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ٥٩ فَأَتْبَعُوهُمْ⁣(⁣٢) مُشْرِقِينَ⁣(⁣٣) ٦٠} وقد أورث بني إسرائيل تلك الأرض⁣(⁣٤)، ثم أخبر الله تعالى عن جنود فرعون بأنهم قد لحقوا بهم متوجهين إلى جهة المشرق، وذلك أن موسى هرب متوجهاً إلى بلاد الشام.

  {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ٦١} فلما لحق فرعون وأصحابه بموسى وأصحابه وقربوا منهم حتى نظر كل منهم الآخر - قال أصحاب موسى: لا مفر لنا من الهلاك، فهذا البحر في وجهنا وذاك فرعون وجنوده خلفنا.


(١) سؤال: هل تقصدون أن هذا هو السبب في نسبة الإخراج إلى الله سبحانه وتعالى؟

الجواب: إخراجهم من الحياة الدنيا بالغرق هو من الله وبفعله بسبب ذنوبهم، هذا هو المقصود.

(٢) سؤال: هل في التعبير بالإتْبَاع دون التبع المأخوذ من الفعل الثلاثي سر ونكتة؟

الجواب: كأن التعبير بالإتْبَاع الذي ماضيه «أتبع» يوحي بإعداد وتخطيط لِلَّحاق بموسى وبني إسرائيل، والفتك بهم وردهم إلى مصر.

(٣) سؤال: هل يصح أن يحمل {مُشْرِقِينَ} على وقت الشروق؟

الجواب: نعم يصح ذلك، وقد يكون هو الأولى مما ذكرنا في التفسير.

(٤) سؤال: يقال: متى حصل ورث بني إسرائيل لتلك الأرض؟ أم أن هذه الآية معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه؟

الجواب: الجملة معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه؛ لأن إرث بني إسرائيل للجنات والعيون والكنوز والمقام الكريم كان بعد هلاك فرعون. وقد قيل: بأن إرث بني إسرائيل لذلك كان بعودتهم إلى مصر فترة من الزمن. وقيل: إن إرث بني إسرائيل هو لمثل ذلك؛ لأن بني إسرائيل وموسى # لم يعودوا إلى مصر بعد أن خرجوا منها.