محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 194 - الجزء 3

  {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ٦٢} أجابهم موسى بأن⁣(⁣١) الله معه وأنه سيهديه إلى طريق النجاة من فرعون وجنوده؛ لأنه متوكل على الله حق توكله، وعنده ثقة ويقين بأن الله تعالى سيمنعه وقومه من فرعون وجنوده.

  {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ٦٣} فضرب بعصاه البحر فانفرجت له ولقومه طريق في وسطه، وقد جعل لهم اثني عشر طريقاً في البحر على عدد قبائل بني إسرائيل تسير كل قبيلة في طريق وذلك درءٌ للاختلاف والتنازع فيما بينهم؛ لأن طبيعتهم كانت المعاندة والاختلاف.

  {وَأَزْلَفْنَا⁣(⁣٢) ثَمَّ الْآخَرِينَ ٦٤} ثم أدخل الله تعالى فرعون وقومه في تلك الطرق بعدما خرج موسى وبنو إسرائيل. ومعنى «ثَمَّ»: هناك.

  {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ٦٥ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ٦٦ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ٦٧} عبر موسى بقومه البحر وخرجوا منه سالمين، ثم دخل فرعون وجنوده البحر من حيث دخل موسى وبنو إسرائيل، فلما توسطوا في البحر أطبق الله عليهم البحر، وأغرقهم جميعاً.

  أخبر الله نبيه ÷ أن في قصة موسى وفرعون آية لقريش، وعبرة لهم وعظة؛ لعلهم يحذرون أن يلحقهم مثل ما لحق فرعون وجنوده من بأس الله ونكاله، ولكنهم قوم متكبرون لا تنفع فيهم العبر والمواعظ، ولا تزجرهم الزواجر، فاقطع طمعك يا رسول الله من إيمانهم ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم.


(١) سؤال: هل لهذه الثقة التي حملها موسى # أسباب ومؤهلات فما هي؟

الجواب: الأسباب لتلك الثقة هي إيمانه ويقينه بصدق وعد الله له ولبني إسرائيل بالنجاة من فرعون وإهلاكه.

(٢) سؤال: من فضلكم هل الإزلاف بمعنى الإدخال أو بمعنى التقريب؟

الجواب: بمعنى التقريب، وتقريبهم في الطريق اليابس هو إدخالهم فيه.