محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 195 - الجزء 3

  {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ٦٨}⁣(⁣١) فهو غني عنهم غير محتاج لطاعة أحد من خلقه.

  {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ٦٩} ثم أمر الله نبيه أن يقص على قومه خبر إبراهيم وقصته، وفيما يقصه الله تعالى فائدتان إحداهما للنبي ÷، وذلك ليخفف عنه مما لحقه من الأسى والحزن مما يلاقيه من قومه، والثانية للمشركين ليعتبروا بمن سبقهم.

  {إِذْ⁣(⁣٢) قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ٧٠ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ٧١} وكان قومه يعبدون الأصنام، فاستنكر عليهم إبراهيم كيف يعبدونها وليست إلا أحجاراً ينحتونها بأيديهم.

  {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ٧٢ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ٧٣} يحاجج إبراهيم # قومه لعلهم يرجعون إلى عقولهم، ويعرفون ما هم فيه من الجهل والضلال؛ فكيف يعبدون صنماً لا يسمع إذا دعوه، ولا يستطيع أن ينفعهم ولا أن يضرهم.

  {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ٧٤}⁣(⁣٣) ولم يجدوا جواباً على حجة إبراهيم، إلا أنهم رأوا آباءهم يعبدونها، ففعلوا مثل فعلهم.


(١) سؤال: ما السر في ختم كل قصة في هذه السورة بهذه الآية؟

الجواب: قد يكون السر –والله أعلم - أنها كالتأكيد لما فيها من كيفية عاقبة المكذبين ورحمته بالمؤمنين بإهلاك عدوهم ونصره لهم.

(٢) سؤال: ما محل «إذ» في الآية؟

الجواب: «إذ» بدل من {نَبَأَ} وليس ظرفاً.

(٣) سؤال: ما إعراب: {كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ٧٤

الجواب: كذلك: الكاف مفعول به مقدم ليفعلون وهو مضاف إلى اسم الإشارة المقترن بحرف الخطاب.