سورة الشعراء
  له ذكراً حسناً في أمة محمد ÷، وثناءً حسناً فيهم؛ وفعلاً فأمة محمد ÷ تثني عليه وتذكره في جميع الأوقات، فقد أمر الله سبحانه وتعالى بالصلاة عليه في جميع الفرائض المكتوبة، ويكفيه هذا شرفاً وفضلاً أن يقرن مع محمد ÷ أثناء كل صلاة: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
  {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ٨٥ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ٨٦} ودعا الله سبحانه وتعالى أن يجعله من أهل الجنة والنعيم الدائم، ودعا لأبيه(١) بالمغفرة والرحمة والهداية؛ ودعاؤه لأبيه ذلك الدعاء إنما كان لأنه وعده بأنه سيؤمن: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ}(٢) [التوبة: ١١٤].
(١) سؤال: يقال: كيف يعمل المؤمن إذا ابتلي بأب فاسق أو مقصر فقد يكبر عليه أن لا يدعو له خصوصاً بعد موته؟ وهل يعتبر دعاؤه في القنوت بنحو: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ٤١}[إبراهيم]، من الدعاء المحظور أم لا؟
الجواب: إذا علم الولد أن أبويه أو أحدهما عاصٍ لله بفعل كبيرة من كبائر الذنوب الموجبة للنار والخلود فيها وعلم أنه مصر غير تائب فلا يجوز له أن يدعو له بالمغفرة والعفو والرحمة لقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ١١٣ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ١١٤}[التوبة]، فلا يدعو المؤمن لمن كان عدواً لله من والديه أو أحدهما أو غيرهما مطلقاً لا في قنوت ولا في غيره. أما التقصير إذا لم يصل إلى كونه معصية كبيرة موجبة للخلود في النار فلا يمنع من الدعاء للمقصر من الوالدين أو غيرهما.
(٢) سؤال: يقال: فهل يجوز للمؤمن أن يدعو لقريبه إذا ظن فيه أنه سيصلح أو وعده المدعو له بالصلاح؟
الجواب: لا يجوز للمؤمن أن يدعو لقريبه أو لغيره ما دام القريب أو غيره مصراً على الكبيرة غير تائب منها إلا إذا عرف أنه في طريقه إلى التوبة.