سورة الشعراء
  {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ ١١٤} وأقنعهم بأنه لن يطرد من قد آمن به أبداً.
  {إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ١١٥} وأخبرهم أنه ليس مكلفاً إلا بإعذارهم وإنذارهم عذاب الله سبحانه وتعالى، وأما بقية الأمور من التعذيب والحساب والجزاء فهي على الله تعالى.
  {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَانُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ١١٦} ثم هددوه بأنه إن لم يقلع عما هو فيه فإنهم سيقتلونه شر قتلة، وقوله: {مِنَ الْمَرْجُومِينَ} كناية عن ذلك.
  {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ١١٧ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ١١٨} وفي آخر الأمر بعد أن أعيته فيهم جميع الحيل سأل الله سبحانه وتعالى أن يحكم بينه وبين قومه بالحق، وذلك دعاء بإنزال العذاب عليهم.
  {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ١١٩ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ(١) الْبَاقِينَ ١٢٠} استجاب الله سبحانه وتعالى دعاء نبيه، وأمره بصنع سفينة له ولمن آمن معه، وأن يحمل فيها أيضاً زوجاً من كل صنف من أصناف الحيوانات، ثم أغرق كل من بقي على الأرض من المكذبين واستأصلهم، ولم يبق من البشر أحد إلا من ركب في السفينة وهم نوح وأبناؤه. ومعنى «المشحون»: الممتلئ.
  {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ١٢١ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ١٢٢} وأخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن في هذه القصة عبرة لمن أراد أن يحذر بأس الله تعالى وسخطه إن وقع في معصيته.
  وقد مكث نوح # في إنذار قومه مدة ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم طوال هذه المدة ليلاً ونهاراً وسراً وعلانية وجماعة وفرادى، لا يفتر لحظة واحدة،
(١) سؤال: ما إعراب: {بَعْدُ} في هذه الآية؟
الجواب: «بعدُ» ظرف زمان بني على الضم في محل نصب متعلق بـ «أغرقنا»، أي: أن الله تعالى أغرقهم بعد أن أنجى نوحاً ومن معه في الفلك المشحون.