سورة الشعراء
  ولكن دعاءه لهم لم يزدهم إلا كفراً وطغياناً وعناداً.
  {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ١٢٣} وهم قوم هود # وكانوا بالأحقاف من بلاد حضرموت، والأحقاف: هي كثبان الرمال.
  {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ١٢٤ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ١٢٥ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٢٦} يقص الله سبحانه وتعالى على نبيه ÷ قصة هود # وما جرى له مع قومه، فأخبر أنه أرسله إليهم يدعوهم إلى عبادته وحده، وترك عبادة الأصنام، ويأمرهم بطاعته فيما يحثهم عليه من فرائض ربهم واتقاء مخالفته سبحانه.
  {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٢٧} فلم أطلب منكم الأجرة على تعليمكم وهدايتكم حتى تمتنعوا هذا الامتناع.
  {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً(١) تَعْبَثُونَ ١٢٨}(٢) كانوا يبنون في رؤوس الجبال المباني التي لا فائدة لهم منها؛ فاستنكر عليهم هود # البناء على رؤوس الجبال لغير فائدة.
  {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ١٢٩}(٣) وكانوا ينقبون خزانات للماء في الجبال، فزجرهم هود عن ذلك، وعن إضاعة أوقاتهم وأعمارهم في هذه الأعمال
(١) سؤال: ما وجه إطلاق الآية على بنيانهم؟ وهل يصح أن يحمل الريع على الطريق أم لا؟
الجواب: سمى ذلك آية لأنهم بنوه ليكون علامة تعرف بها الطريق، أو تعرف بها قوتهم ومكانتهم، وقد قالوا في تفسير «الريع»: إنه المكان المرتفع، فكانوا يبنون عليه بناءً مرتفعاً ليمكن رؤيته من بعيد، والعادة أن تبنى تلك الآيات على أماكن مرتفعة على الطرق ليهتدي بها المسافرون إلى معرفة الطرق، ولئلا يضلوا عن الطريق، ولكن قوم هود # كانوا يبنون تلك الآيات عبثاً لغير فائدة.
(٢) سؤال: ما محل جملة: {تَعْبَثُونَ}؟
الجواب: محل الجملة النصب على الحال.
(٣) سؤال: ما محل الحرف المشبه بالفعل «لعل» وما دخلت عليه؟
الجواب: محل الجملة النصب على الحال.