محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 204 - الجزء 3

  التي لا حاجة لهم بها، وكأنهم بأعمالهم هذه سيخلدون على الدنيا⁣(⁣١).

  {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ⁣(⁣٢) جَبَّارِينَ ١٣٠}⁣(⁣٣) كانوا أهل قتل وتسلط وتجبر في الأرض.

  {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٣١} اتركوا ما أنتم عليه من هذه الأعمال، واحذروا سخط الله سبحانه وتعالى وغضبه أن يحل بكم بسببها.

  {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ⁣(⁣٤) بِمَا تَعْلَمُونَ ١٣٢} ثم كرر عليهم الدعاء إلى تقوى الله وطاعته مذكراً لهم بنعمه عليهم؛ لأنهم إذا عرفوا أن هذا الذي يأمرهم بعبادته هو المتفضل عليهم بجميع ما هم فيه من النعم فلعلهم يستيقظون من غفلتهم،


(١) سؤال: يقال: هل يؤخذ من هذه الآية كراهة التنقيب للخزانات في الجبال؟ أم أنها مقيدة بعدم الحاجة إليه؟ ومن أين استفيد هذا القيد؟

الجواب: لم يستنكر الله تعالى على قوم هود # نفس التنقيب، وإنما استنكره عليهم حال كونه مقيداً بأملهم في الخلود على الدنيا وأملهم فيه، وكذا لم يستنكر عليهم بناء الآيات على كل ريع إلا بقيد العبث، ولم يستنكر عليهم البطش إلا مقيداً بكونه بطش الجبابرة.

(٢) سؤال: كيف ساغ الجواب بنفس الشرط: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ

الجواب: ساغ ذلك لأن الثاني غير الأول، أي: انهم إذا بطشوا بطشوا بطش الجبابرة، وعاملوا الناس معاملة الجبابرة.

(٣) سؤال: هل لا زالت جملة الشرط والجواب هذه من مدخول الاستفهام السابق: {أَتَبْنُونَ

الجواب: نعم، هي من جملة مدخول الاستفهام.

(٤) سؤال: ما العلة في الإبهام أولاً فيما أمدهم الله به، ثم التفصيل ثانياً؟

الجواب: إذا ألقي المبهم إلى ذهن السامع أولاً ترقب التفصيل وأصغى بذهنه إلى المتكلم، فإذا ورد بعده التفصيل استقبله السامع وتمكن في ذهنه فَضْلَ تَمَكُّن وحفظه ووعاه أكثر مما لو ألقي إليه مفصلاً من أول الأمر.