سورة الشعراء
  وينتبهوا من رقدتهم.
  {أَمَدَّكُمْ(١) بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ١٣٣ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٣٤} كانوا أهل ثراء وتجارة وبساتين وأنهار، يتقلبون في رغد العيش من دون أي تعب أو مشقة.
  {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٣٥} فإني خائف عليكم أن يحل بكم غضب الله وسخطه عندما تقابلون ما أنتم فيه من النعيم بالكفر والجحود.
  {قَالُوا سَوَاءٌ(٢) عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ ١٣٦} ولكنهم على الرغم من كل ذلك لم يتزحزحوا عن كفرهم وضلالهم، وأقنعوه أنهم لن يقلعوا عما هم عليه مهما حاول، فلا يتعب نفسه في ملاحقتهم ووعظهم.
  {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ١٣٧ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ١٣٨} وأخبروه بأن هذا شأن الحياة، وأنها طبيعة واحدة في السابقين واللاحقين حياة تنتهي بالموت، وينتهي عند ذلك كل شيء، فلا بعث ولا نشور، ولا حساب ولا عقاب كما تدعي، ولو كان شيء من ذلك لرأيناهُ فيمَنْ سبق من الأمم.
  {فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ١٣٩ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ١٤٠} عندما أصروا على كفرهم وتكذيبهم بنبيهم أهلكهم الله سبحانه وتعالى واستأصلهم بعذابه.
  ثم أخبر الله تعالى نبيه محمداً ÷ أن قومه لن يعتبروا ولن يؤمنوا أبداً، ولن تنفع فيهم هذه العبر.
(١) سؤال: هل لهذه الجملة محل أم لا؟
الجواب: ليس لها محل من الإعراب لأنها من الجملة الأولى بمنزلة عطف البيان.
(٢) سؤال: إذا كان قوله: {سَوَاءٌ} مبتدأ فما الذي سوغ الابتداء به؟ وأين خبره؟ وهل في ذلك قاعدة مطردة؟
الجواب: قد قالوا في هذا ونحوه: إن سواء خبر مقدم، وهمزة التسوية وما في حيزها في تأويل مصدر مبتدأ مؤخر، وقد أجازوا هنا التأويل بمصدر من غير حرف مصدري.