محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 206 - الجزء 3

  {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ١٤١ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا⁣(⁣١) تَتَّقُونَ ١٤٢ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ١٤٣ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٤٤ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٤٥} ثمود هم قوم نبي الله صالح #، وكانوا يسكنون ما بين المدينة وتبوك، ولا زال اسم بلادهم إلى اليوم مدائن صالح، ولا زالت آثارهم باقية إلى اليوم، وقد بعث الله سبحانه وتعالى إليهم نبياً منهم الذي هو صالح #.

  فدعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، وأمرهم أن يتقوا الله، وأن يحذروا عذابه وسخطه أن يحل بهم، وأخبرهم أنه لا يسألهم أجرة على تبليغهم وهدايتهم حتى يتعللوا بذلك.

  {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ١٤٦ فِي جَنَّاتٍ⁣(⁣٢) وَعُيُونٍ ١٤٧ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ١٤٨} أتظنون أن الله سبحانه وتعالى سيترككم على ما أنتم عليه من الأمن والأمان والسعة في الرزق، مع حالكم هذا؟ وهو أنكم كافرون بنعمه، ومنغمسون في المعاصي والشهوات والغفلة عن شكر ما أنعم به عليكم. ومعنى «طلعها هضيم»: لطيف ضامر.


(١) سؤال: تفضلوا بتفصيل القول في «ألا» هذه ومعناها، وهل هي مركبة أم لا؟ رفع الله مقامكم في أعلى عليين.

الجواب: «ألا» هذه التي دخلت على الفعل المضارع هنا ونحوه - كما يظهر لي - مركبة من الهمزة التي للإنكار ولا النافية، أي: أنه هنا استنكر عليهم عدم تقواهم، واستنكار عدم التقوى معناه طلب التقوى منهم وحضهم عليها، هذا ما ظهر لي، ولا خلاف في المعنى بين قول من قال: إنها ليست مركبة، وبين من قال: إنها مركبة، فكلهم يقول: إن معناها طلب التقوى والحث عليها، إلا أن من قال: إنها ليست مركبة يقول إن دلالتها على ذلك بالوضع.

(٢) سؤال: ما محل الجار والمجرور هنا؟

الجواب: «في جنات» بدل من قوله: {فِي مَا هَاهُنَا}.