سورة الشعراء
  {وَتَنْحِتُونَ مِنَ(١) الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ١٤٩}(٢) وكانوا ينحتون بيوتاً في الجبال وهم غير محتاجين إليها، يريد الله سبحانه وتعالى أن يخبر بأنه أغدق عليهم نعمه حتى بطروا وأفسدوا، وسخروا ذلك في غير طاعته.
  {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٥٠} وطلب منهم أن يتركوا ما هم فيه، ويرجعوا إلى الله تعالى والعمل بما يرضيه، واجتناب ما يسخطه.
  {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ١٥١ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ١٥٢}(٣) ونهاهم عن السماع لكبار قومهم؛ لأنهم الذين يغوونهم ويضلونهم عن الحق، ويمنعونهم عن السير في طريق الهدى.
  ثم وصف هؤلاء المسرفين بأنهم الذين يفسدون في الأرض بالقتل والظلم وسفك الدماء وإهلاك الحرث والنسل ويصدون عن الهدى، ولا يصدر منهم صلاح في الدنيا بل أعمالهم كلها فساد.
  {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ١٥٣} وبعد أن نصحهم أجابوا عليه بأنه قد غلب على عقله بالسحر وقد أصابه المس والجنون، وأن ما أتى به لا يقول به إلا المجانين.
  {مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} ورموه بالكذب والافتراء؛ لأنه بشر مثلهم، والنبي لا يكون من البشر.
(١) سؤال: ما معنى «من» هنا؟ وما يترتب على ذلك من معنى؟
الجواب: معناها الابتداء، ويحتمل أنها للتبعيض.
(٢) سؤال: ما إعراب قوله: {فَارِهِينَ ١٤٩}؟ ومم أخذت هذه الكلمة؟
الجواب: «فارهين» حال منصوب وهو مأخوذ من فَرُه بالضم من باب ظَرُف.
(٣) سؤال: ما فائدة العطف بقوله: {وَلَا يُصْلِحُونَ ١٥٢}، مع أنه قد فهم معناها من قوله: {يُفْسِدُونَ}؟
الجواب: فائدته بيان أن شأنهم الفساد الخالص الذي لا يشوبه شيء من الإصلاح.