محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 209 - الجزء 3

  ليسلموا عذاب الله وسخطه الذي نزل على أولئك المكذبين من قبلهم.

  {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ١٦٠} ثم قص الله تعالى لنبيه ÷ قصة قوم لوط مع نبيهم.

  {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ١٦١ إِنِّي لَكُمْ⁣(⁣١) رَسُولٌ أَمِينٌ ١٦٢ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٦٣ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٦٤} بعث الله تعالى إليهم لوطاً # ليدعوهم إلى عبادة الله تعالى، وترك ما هم فيه من العصيان والتمرد على الله تعالى، فدعاهم إلى تقوى الله سبحانه وطاعته # فيما أمرهم به من الفرائض.

  {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ١٦٥} استنكر لوط # عليهم هذه الفاحشة التي اختصوا بها من بين سائر الناس، وهي فاحشة اللواط التي هي قذارة ودناءة، والتي تحط مرتكبها عن مرتبة الإنسانية إلى مرتبة البهيمية.

  {وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ⁣(⁣٢) أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ١٦٦} وتتركون الذي أحله الله سبحانه وتعالى لكم من أزواجكم، فقد تجاوزتم الحدود التي رسمها الله سبحانه وتعالى للناس جميعاً، والشرائع التي مشوا عليها، عادلين بذلك إلى إتيان الرجل الرجل.


(١) سؤال: ما الفائدة من تكرير هذه المقولة وما بعدها في دعوة كل نبي؟

الجواب: الفائدة من ذلك الإشارة إلى أن دعوة الأنبياء واحدة لا تختلف وهي الدعوة إلى تقوى الله وترك معاصيه وإلى الإيمان بالله ورسوله الذي ائمتنه على رسالته وطاعة رسوله، وما يسألهم على تبليغ رسالة الله أجراً ... إلخ.

(٢) سؤال: ما فائدة الإضراب هنا؟

الجواب: فائدته الإخبار بأنهم عادون في كل شيء في إتيان الذكران وفي غيره، وليس في إتيان الذكران فقط.