سورة الشعراء
  بقي منهم خارج(١) هذه القرى فقد أمطر الله سبحانه وتعالى عليهم بحجارة من السماء حتى أبادتهم جميعاً {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ١٧٤ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ١٧٥}.
  {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ١٧٦ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ ١٧٧ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ١٧٨} ثم انتقل الله سبحانه وتعالى إلى ذكر قصة أصحاب الأيكة لنبيه ÷.
  والأيكة: هي الأشجار(٢) الملتفة بعضها ببعض، وقد أرسل الله تعالى إليهم شعيباً #.
  {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٧٩ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
(١) سؤال: يقال: ظاهر الآية أن المطر أصابهم جميعاً، فما الوجه في تخصيصه بمن كان خارج قراهم كان الله في عونكم؟
الجواب: الوجه هو أن الله تعالى أخبرنا أنه عذبهم بنوعين من العذاب هما:
١ - قلب قراهم بأن جعل عاليها سافلها، فدفنهم هم ومساكنهم تحت الأرض.
٢ - أمطر الله تعالى عليهم حجارة من السماء.
فدعانا ذلك إلى القول بأن الله تعالى رمى من كان من قوم لوط خارج القرى، أما من كان في القرى فقد اقتلع تعالى القرى بمن فيها وجعل عاليها سافلها؛ فأخذهم تعالى ورماهم هم وقراهم تحت الأرض. ويحتمل أن يكون الله تعالى رماهم بالحجارة أولاً، ثم بعد ذلك دفنهم هم وقراهم تحت الأرض؛ ليطهر الأرض منهم ومن رجسهم تطهيراً حسياً؛ لئلا يبقى لهم أثر على وجه الأرض، لا مساكن ولا طرقات ولا قبور ولا آبار، ولا أي أثر من الآثار.
(٢) سؤال: ما شأن هذه الأشجار حتى سموا بأصحابها؟
الجواب: كانت الأشجار في بلادهم متشابكة الأغصان لكثافتها وتزاحمها، فعرفت بلادهم بالأشجار وعرفوا بها، كما يقال: أصحاب الحجر وأصحاب السد، وبلاد الرمان وأهل الرمان و ... إلخ.