محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 212 - الجزء 3

  الْعَالَمِينَ ١٨٠ أَوْفُوا الْكَيْلَ⁣(⁣١) وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ١٨١ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ١٨٢} وأمرهم شعيب # بأن يطيعوا الله تعالى، ويتركوا ما هم فيه من الضلال والعصيان وعبادة غير الله سبحانه وتعالى، وكانوا أهل تجارة وبيع وشراء، وذلك أن بلاد الشام كانت مزدهرة بالتجارة يقصد إليها التجار من جميع البلدان لجلب البضائع، فأمرهم بأن يتركوا الغش والخديعة في البيع والشراء، وأن يوفوا الكيل والميزان. والقسطاس: هو الميزان.

  {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ١٨٣} ونهاهم عن البخس الذي هو النقص في حقوق الناس⁣(⁣٢)، ونهاهم عن الفساد في الأرض بجميع أشكاله من القتل والظلم وغير ذلك مما يندرج تحت معنى الفساد.

  {وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ١٨٤}⁣(⁣٣) ثم بدأ يُعَرِّفهم بالإله الذي تجب عليهم طاعته وتقواه، بذكر آثاره التي تدل عليه، فأخبرهم بأنه الذي خلقهم


(١) سؤال: هل المراد بالكيل المصدر والحدث، أم الاسم؟ وهل تريدون أن الوزن بالميزان المستقيم كناية عن إيفاء الميزان؟

الجواب: ليس المراد الحدث والمصدر، بل المراد المكيال والميزان؛ بدليل ذكره المكيال والميزان في سورة أخرى عند ذكره لشعيب #: {أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ}⁣[هود: ٨٥]، والأمر بالوزن بالقسطاس المستقيم قد يكون كناية عن إيفاء الميزان وعدم نقصه.

(٢) سؤال: يقال: هذا المعنى قد استفيد من الأمر بإيفاء الكيل والميزان؛ فكيف؟

الجواب: كان قوم شعيب يبخسون الناس أشياءهم في الكيل والوزن وفي غيرهما؛ فأمرهم شعيب بإيفاء الكيل والوزن ونهاهم عن أخذ أموال الناس عن طريق الغش والخيانة والحيل والخداع، وغير ذلك مما اعتادوه في أخذ أموال الناس بغير حق.

سؤال: قد يفهم بعض العامة أن تنقيص السعر على البائع من البخس، فما قولكم فيه؟

الجواب: دفع المشتري ثمناً ناقصاً في سلعة البائع عند المساومة ليس من البخس المنهي عنه في هذه الآية، وقد تقدم لنا أيضاً جواب مستوفى على هذا.

(٣) سؤال: مم اشتقت وأخذت كلمة «الجبلة»؟

الجواب: أخذت من: جَبَلَهُ الله أي: خلقه خلقاً قوياً متماسكاً كخلق الجبل يشير بذلك إلى قوم هود وصالح.