سورة البقرة
  {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} يزيد الله تعالى على ذلك لمن صدقت نيته وصلحت سريرته.
  {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٢٦١} غني لا ينقصه العطاء، وعليم بمن يستحق الزيادة.
  {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى} الذين ينفقون ولا يتمنَّنُون على من أعطوه، ولا يؤذونه بأن يقولوا: قد فعلنا لك وفعلنا وفعلنا(١) {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٢٦٢}.
  {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى} القول بالمعروف والتسامح(٢) مع من يطلبك ويسألك أفضل من إعطائك إياه صدقة ثم تؤذيه بعد ذلك.
  {وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ٢٦٣} ليس محتاجاً للصدقة وإنما يختبر الناس بعضهم ببعض، وحليم لا يؤاخذ الناس بمنع الصدقة وبإتباعها المن والأذى.
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} فإذا تصدق المرء فليسكت عنها ولا يتكلم بها؛ لأجل أن لا تبطل صدقته، ولا يؤذي المتصدق عليه بذكر ما أعطاه أو بالاستخفاف به وإهانته.
  {كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا} حذر الله تعالى المؤمنين من أن يبطلوا صدقاتهم بالمن والأذى، وأخبرهم بأن المتصدق الذي يتبع صدقته
(١) سؤال: سيدي كثيراً ما يتعلق في الأذهان: هل تعداد الوالد للنعم على ولده من أجل أن يستحثه على طاعته، وكذا المدرس ونحوهما، يعدّ من هذا المن الممقوت في هذه الآية؟
الجواب: لا يعد ذلك من المن المذموم، وكذلك تعداد النعم على المنعم عليه المسيء إلى المنعم عليه، وفي كلام لأمير المؤمنين لأهل البصرة: (فعفوت عن مجرمكم، ورفعت السيف عن مدبركم، وقبلت من مقبلكم).
(٢) سؤال: ما المقصود بالتسامح؟
الجواب: المقصود به العفو عما يصدر من السائل من الأذى.