محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 214 - الجزء 3

  كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٨٩ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ١٩٠ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ١٩١} فأجاب عليهم بأن الله تعالى يسمعهم ويسمع ما يطلبون، ويعلم بجميع أعمالهم وسيجازيهم، ثم إن الله سبحانه وتعالى أهلكهم بعذابه، وكان ذلك العذاب في سحابة أظلتهم؛ فأخذهم ذلك العذاب واستأصلهم.

  ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن فيما قصه آية وعبرة لكم يا قريش إن أردتم أن تعتبروا، ولكنهم لم يؤمنوا ولن يؤمنوا بالرغم من كثرة العبر والآيات التي ينزلها عليهم، فلا تنتظر إيمانهم يا محمد، فلن يؤمنوا أبداً، وما كان من الآيات والعبر التي قصها لهم إنما هي إتمام للحجة عليهم، وقطع لأعذارهم؛ فلا يكون لهم يوم القيامة عذر عند الله سبحانه وتعالى.

  {وَإِنَّهُ⁣(⁣١) لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٩٢} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن يخبر المشركين أن هذا القرآن كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه ÷، لا كما يقولونه إنه ليس إلا سحراً مفترى وأساطير الأولين.

  {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ١٩٣ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ١٩٤} هو جبريل # نزل بالقرآن على محمد ÷ لينذر به المشركين.

  {بِلِسَانٍ⁣(⁣٢) عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ١٩٥} وقد نزل بلغتهم التي هي لغة العرب، فلا عذر


= قال الله لنبيه ÷ أن يقول لقريش: {فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ١٣}⁣[فصلت]، فكانت الصاعقة هي قتلهم يوم بدر بسيوف المؤمنين، وقد أهلك الله تعالى عاداً بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً.

(١) سؤال: ماذا تفيد الواو هنا؟ وهل هي على قياس الوصل والفصل هنا، أم لا؟

الجواب: الواو هنا استئنافية، وما بعدها مستأنف لتقرير صحة نبوة النبي ÷، وذلك من حيث أنه جاءهم بقصص الأنبياء السابقين وقصص أممهم، وهو من قد عرفوه لم يخالط أهل الكتاب ولا قرأ كتبهم، بل لا يقرأ ولا يكتب، وليست على قياس الفصل والوصل، اللهم إلا الوصل الصوري الذي يربط في الصورة الكلام بعضه ببعض.

(٢) سؤال: ما معنى الباء هنا؟ وبماذا تعلقت مع مجرورها؟

=